أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة، بما يفتح آفاقاً جديدة للتعايش السلمي والتنمية والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
واستقبل السيسي، اليوم الاربعاء، وفدا رفيع المستوى من مجلس النواب الأمريكي، برئاسة كيفن مكارثي رئيس المجلس، وعضوية عدد من رؤساء وأعضاء اللجان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، من بينها لجان الشئون الخارجية، والقوات المسلحة، والأمن السيبراني، والبنية التحتية، والموارد الطبيعية، والاعتمادات.
واختار رئيس مجلس النواب الأمريكي، القاهرة لتكون محطته الأولى في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه مهام منصبه.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، في بيان تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه، أن مكارثي أعرب عن تثمين الإدارة الأمريكية للجهود المصرية الإيجابية بخصوص القضية الفلسطينية، مشيرا إلى دور مصر الفاعل في الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والدفع نحو تنشيط عملية السلام.
وقال المستشار أحمد فهمي، إن اللقاء شهد تأكيد عمق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، وما يجمع بينهما من روابط وعلاقات تعاون وثيقة ومتشعبة، وأكد السيسي الأهمية التي توليها مصر للتواصل مع قيادات الكونغرس في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين على مختلف المستويات، لاسيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة، وما يفرزه من تحديات متصاعدة، بالإضافة إلى الأوضاع الدولية الراهنة، التي خلفت أزمات في الطاقة والغذاء والتمويل، طال تأثيرُها السلبي العديد من دول العالم.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس مجلس النواب الأمريكي، تقدير واشنطن الكبير لمصر ودورها المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وحرص الولايات المتحدة على مواصلة تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين والارتقاء بها على شتى الأصعدة وفي مختلف المجالات.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن اللقاء شهد بحث سبل استعادة وترسيخ السلم والأمن على المستوى الدولي، والتعامل مع التطورات ذات الصلة، إلى جانب المستجدات على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، لاسيما فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في السودان.
وفي ذلك السياق، أكد الرئيس المصري أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون مقدرات شعوبها، ويمنع الانزلاق نحو الفوضى والدمار، مؤكدا بذل مصر أقصى جهد لدفع مسار الحوار السياسي السلمي في السودان ووقف إطلاق النار وحماية المدنيين من التداعيات الإنسانية للنزاع.
في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفد الكونغرس الأمريكي برئاسة كيفين مكارثي، حيث عقد الجانبان جلسة ثنائية مغلقة، أعقبتها مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن سامح شكري أشار خلال المباحثات إلى العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، معربا عن تطلع مصر لتعزيز علاقات الشراكة مع الولايات المتحدة في كافة المجالات، خاصة وأن العام الماضي شهد مرور مائة عام على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن المباحثات شهدت التأكيد على ما تتمتع به العلاقات بين البلدين من خصوصية، تقدرها وتعمل علي تعزيزها مختلف الدوائر السياسية والشعبية في البلدين.
وأكد شكري على أهمية دور الكونجرس في دعم الشراكة بين البلدين وتطويرها باعتبارها تصب في صالح الجانبين بصورة متبادلة وتحقق مصالحهما المشتركة، لاسيما في ظل ما أسهمت به من تعزيز الاستقرار الإقليمي لعقود طويلة.
وأضاف أبو زيد، أن الوزير شكري استعرض الجهود التي تقوم بها مصر من أجل تعزيز الامن والسلام والرخاء في المنطقة، من خلال انخراطها في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط والتعامل مع الأزمات الإقليمية، ودعم الأطر الاقتصادية التى تعزز التكامل الإقليمى مثل إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط.
كما ثمن وزير الخارجية المصري، التعاون العسكري مع الولايات المتحدة باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، معربا عن التطلع لتوسيع آفاقه، في ظل ما يواجهه البلدان من تهديدات غير نمطية متشابهة، مثل تمدد شبكات الإرهاب والتطرف ونشاط الجريمة المنظمة وتعدد بؤر التوتر والأزمات في المنطقة.
من جانبهم، جاءت مداخلات أعضاء وفد الكونجرس الأمريكى لتؤكد على مغزى تضمين مصر في أول زيارة لرئيس مجلس النواب الأمريكى إلى الشرق الأوسط، وما يعكسه ذلك من خصوصية واستراتيجية العلاقة بين البلدين.
وتطرقت المباحثات لمختلف جوانب العلاقات الثنائية المصرية - الأمريكية، والأوضاع المتوترة في إقليم الشرق الأوسط والمنطقة العربية وإفريقيا، فضلا عن التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر نتيجة الظروف الدولية الراهنة وما يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه لدعم مصر اقتصادياً.