ثار جدل حول ما نُسب لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بخصوص موافقته على لقاء قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ففي حين أكدت جوبا تلك الموافقة، نفت القوات المسلحة السودانية هذا الأمر، مشددة على أنه لا سبيل للقاء يجمع الرجلين.
واشتدت اليوم حدة المعارك بين الجيش السودان وقوات "الدعم السريع"، في محيط القيادة العامة للجيش في قلب الخرطوم، وفي مناطق عدة في مدينة "أم درمان" في ولاية الخرطوم، وسط ارتفاع أعداد القتلى، في وقت أعلنت القاهرة إعادة تمركز بعثتها الدبلوماسية خارج مدينة الخرطوم، وذلك في أعقاب مقتل مساعد الملحق الإداري في السفارة المصرية محمد الغراوي.
ورغم الهدنة المعلنة، تجددت الاشتباكات اليوم في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، في وقت هاجمت مجموعات من "الدعم السريع" مقر القيادة العامة للجيش، كما اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بأم درمان.
وأعلنت "نقابة أطباء السودان"، ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات في 15 ابريل الجاري، إلى 295 قتيلا و1790 مصابا، موضحة أن الكثير من المصابين والمتوفين غير مشمولين في الحصر، نظرا لعدم التمكن من الوصول للمستشفيات، فيما أعلنت وزارة الصحة السودانية، ارتفاع عدد القتلى إلى 512 والإصابات 4193 حتى يوم أمس.
وقالت الوزارة إن ولاية الخرطوم وحدها شهدت 169 حالة وفاة، و2403 إصابات خلال تلك الفترة.
سياسيا، نفى الجيش السوداني، صحة قبول البرهان "التفاوض مع المتمردين في جنوب السودان أو دولة أخرى في الوقت الحالي".
وقال الجيش السوداني: "المعركة الآن لحسم تفلتات ميليشيا الدعم السريع ودحرها من الخرطوم"، مشدداً على أن "قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان لن يسافر لدولة أخرى حاليا للقاء قائد التمرد".
وكان وزير خارجية جنوب السودان دينق داو، قال في وقت سابق اليوم الأربعاء، إن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أكد لرئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، موافقته على لقاء قائد "الدعم السريع" خارج الخرطوم.
وأضاف وزير خارجية جنوب السودان، أن سلفا كير مازال يحاول إقناع حميدتي بلقاء البرهان، موضحا أن الرئيس سلفاكير ميارديت أجرى اتصالين هاتفيين مع البرهان وحميدتي، لتمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة أخرى.
وبحسب وزير خارجية جنوب السودان، فإن الطرفين وافقا على تمديد الهدنة الحالية، كما وافق البرهان على لقاء حميدتي خارج الخرطوم، ولا تزال محاولات رئيس جنوب السودان جارية بشأن إقناع قائد "الدعم السريع".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأربعاء، أنها أجرت عملية إعادة تمركز للبعثة المصرية في السودان، حتى تتمكن من العمل بشكل أفضل لإجلاء ما تبقى من أبناء الجالية المصرية بالسودان.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه على ضوء تزايد التهديدات والمخاطر الأمنية في العاصمة السودانية الخرطوم نتيجة استمرار الاشتباكات المسلحة، تم اليوم نقل أعضاء البعثة الدبلوماسية والقنصلية والمكاتب الفنية التابعة للسفارة المصرية، من الخرطوم في إطار إعاده تمركزها في موقع آخر بالسودان، حتى تتمكن من ممارسة أعمالها ومتابعة عمليات تنفيذ الخطة الوطنية لإجلاء المصريين بالسودان وفقا لما تقتضيه الظروف.
وأكد المتحدث باسم الخارجية، أن أجهزة الدولة المعنية مستمرة في تقييم الوضع الأمني في السودان على مدار الساعة، وتنفيذ الخطة الموضوعة لعمليات إجلاء المواطنين بما يضمن إعادتهم إلى أرض الوطن بشكل آمن، مع مراعاة الأولوية القصوى لسلامة المواطنين والعودة الآمنة إلى أرض الوطن.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت، أول من أمس، مقتل مساعد الملحق الإداري المصري بسفارتها في الخرطوم محمد الغراوي، حينما كان في طريقه إلى مقر السفارة المصرية في العاصمة الخرطوم.
اقرأ ايضا: لقاء بايدن وترامب.. ماذا قيل عن "حرب غزة" في أروقة البيت ألأبيض؟