أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن ما يجري في السودان شأن داخلي، لكنه عرض الوساطة بين الطرفين المتحاربين، الجيش السوداني وقوت "الدعم السريع"، لتحقيق وقف إطلاق النار، والعودة لمائدة المفاوضات.
وشدد السيسي، على أن قوات الجيش المصري، التي احتجزتها قوات "الدعم السريع" في قاعدة مروي الجوية، في شمال السودان، تواجدت في السودان وفقا لبروتوكول تعاون للتدريب المشترك وُقع مع الدولة السودانية، ولم تكن هناك لمناصرة طرف ضد آخر، لافتا إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أكد في اتصالات مع القاهرة مسؤوليته شخصيا عن تلك القوات.
وقال السيسي، خلال ترؤسه اجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، مساء اليوم الإثنين، لبحث الأوضاع في السودان، إن موقف مصر ثابت بشأن عدم التدخل في شؤون الدول، مشددا على ضرورة إجراء مفاوضات بين طرفي الأزمة في السودان لإنهائها.
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، من عواقب التدخل في الشأن الداخلي للسودان، وقال إن "ما يحدث حاليًا في السودان هو شأن داخلي لا ينبغي أبدًا التدخل فيه حتى لا يحدث تأجيج للوضع الراهن هناك".
وأضاف: "مصر حريصة دائمًا من خلال سياساتها الخارجية على أن يكون موقفها متوازن ومعتدل مع قضايا المنطقة بأكملها (...) مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لأن كل دولة لها خصوصيتها في إدارة سياستها وأوضاعها الداخلية".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي استعداد مصر للقيام بدور الوساطة لاستعادة الهدوء بين الأطراف السودانية، لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان.
وأشار الرئيس السيسي إلى إجراء اتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لاستعادة الهدوء والجلوس إلى مائدة الحوار مع الأشقاء في دولة السودان، سواء مع الجيش السوداني أو مع قوات الدعم السريع.
ودعا الرئيس السيسي الأطراف السودانية إلى التفاوض والجلوس إلى مائدة الحوار لحل الوضع الراهن، مستشهدًا ببعض الدول التي تعاني حاليًا من عدم الاستقرار وغياب الأمن نتيجة رفضها للحوار ولجوئها إلى استخدام السلاح والعنف.
وأضاف الرئيس السيسي أن الاتصالات لا تنتهي مع الأطراف السودانية، سواء مع الجيش السوداني أو مع قوات الدعم السريع، لحقن الدماء ووقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار.
وأكد إجراء اتصالات مكثفة لحماية سلامة وأمن القوات المصرية في السودان، وقال إن هذه القوات تشارك فقط في تدريبات، وفقا لبروتوكول تعاون مع الدولة السودانية، ولم تكن لدعم أو مناصرة طرف ضد آخر في السودان.
وأوضح أن اتصالات تجري مع قيادة قوات "الدعم السريع" لضمان أمن القوات المصرية، لافتا إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" صرح بأن القوات المصرية في أمن، وأكد في اتصالات معه، أن أمن وسلامة القوات المصرية مسؤوليته شخصيا.