قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، مساء اليوم الإثنين، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة على خلفية تصاعد الموقف في السودان.
(حراك مصري)
وتلقى الرئيس السيسي، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت، أكد فيه الرئيسان استعدادهما للقيام بدور الوساطة بين الأطراف السودانية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار، إن الاتصال الهاتفي تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، في ضوء الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتميزة بين الدول الثلاث، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان.
وأكد الرئيسان السيسي وسلفا كير، خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مشددين على كامل الدعم للشعب السوداني في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
وقال المتحدث إن السيسي وسلفا كير وجها نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني.
وأضاف أن الجانبين أعربا عن استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، مشيرًا إلى أن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة.
(السيسي وغوتيريش)
وكان الرئيس المصري، قد أعرب عن قلق مصر البالغ من تطورات الموقف في السودان الشقيق، على إثر الاشتباكات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأكد السيسي، خلال اتصال تلقاه من "أنطونيو غوتيريش"، الأمين عام الأمم المتحدة، خطورة التداعيات السلبية لتلك التطورات على استقرار السودان، الذي يمر بلحظة تاريخية دقيقة، تستدعي أقصى درجات الحكمة وضبط النفس.
وطالب، الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق.
والإثنين، استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي، مخلفة 97 قتيلا مدنيا على الأقل بالإضافة إلى 45 جنديا قتلوا وأصيب 365 شخصا.
وادعى الجانبان تحقيق مكاسب في صراعهما العنيف على السلطة في البلاد.
وكان القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قد أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة "متمردة" في وقت تخوض فيه القوات شبه العسكرية مواجهات دامية مع الجيش، وهي المواجهات التي عرقلت مساعي الانتقال إلى الحكم المدني ودفعت الولايات المتحدة إلى الدعوة لوقف إطلاق النار.
وقال شهود عيان إن عمليات قصف وغارات جوية هزت الخرطوم، اليوم الإثنين، وشملت مناطق قريبة من المقرات العسكرية ومدينة بحري المجاورة للعاصمة قرب قاعدة أخرى.
وتصاعد الدخان من مدرج في مطار العاصمة الدولي، وعرضت محطات التلفزيون لقطات لانفجارات وحرائق.
كما امتدت أعمال العنف، التي نادرًا ما تحدث في العاصمة، إلى مناطق أخرى من السودان مما وضع القوات المسلحة في مواجهة مع قوات الدعم السريع التي يرأسها الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" نائب رئيس مجلس السيادة.
(جنود مصريون)
جدير بالذكر أن قوات الدعم السريع السودانية قد نشرت مقطعًا مصورًا، يوم السبت، قالت إنه لجنود مصريين "استسلموا" لها في مدينة مروي بشمال البلاد.
وظهر في المقطع المصور عدد من الرجال يرتدون ملابس عسكرية ويجلسون على الأرض ويتحدثون مع أفراد من قوات الدعم السريع باللهجة المصرية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".