المقداد في القاهرة ولا يزور الجامعة العربية: خطوة نحو التطبيع مع سوريا

مشاركة
شكري مستقبلا المقداد في القاهرة شكري مستقبلا المقداد في القاهرة
القاهرة - حياة واشنطن 03:28 م، 01 ابريل 2023

زار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، القاهرة اليوم السبت، في أول زيارة له منذ توليه منصبه، والأولى لوزير خارجية سوري منذ 12 عاما، في خطو نحو التطبيع العربي مع سوريا، لكنها غير مكتملة، إذ أنه لن يزور الجامعة العربية ولن يلتقي أمينها العام أحمد أبو الغيط ولا أي من مسؤوليها، بسبب خلو مقعد سوريا في الجامعة، حسب ما أكد مسؤول عربي رفيع في القاهرة لـ "حياة واشنطن".
والتقى المقداد في القاهرة وزير الخارجية المصري سامح شكري، وسط تكهنات بلقاء مرتقب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أقوى إشارة على انفتاح القاهرة على التطبيع العربي مع سوريا وعودة الحكومة الحالية لتمثيل سوريا في الجامعة، في اصطفاف واضح مع معسكر الامارات التي تدفع في هذا الاتجاه، ضد معسكر تقوده قطر يرفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، عبر بوابة النظام الحالي.
ولم ينقطع التواصل المصري السوري طوال الأعوام الماضية، لكنه ظل على مستوى الاتصالات الأمنية الاستخباراتية ولم يصل إلى المستوى السياسي إلا الشهر قبل الماضي، بعد الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في 8 فبراير الماضي.
واستقبل وزير الخارجية المصري، نظيره السوري، في القاهرة، حيث بحثا "مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها، فضلا عن عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن شكري جدد دعم مصر لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت ممكن، فيما أعرب المقداد عن التطلع لأن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التضامن العربي مع سوريا كي تتمكن من تجاوز أزمتها.
وكان شكري زار دمشق في 27 فبراير الماضي، تضامنا معها على خلفية الزلزال المدمر، في أول زيارة لوزير خارجية مصري إلى سوريا منذ العام 2011، كما اتصل الرئيس السيسي بالرئيس السوري بشار الأسد معزيا في ضحايا الزلزال ومتضامنا مع سوريا في مصابها.
وأتت الزيارة في وقت تنشغل الأروقة العربية بالحديث عن تطبيع العلاقات مع النظام السوري وعودة دمشق إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية التي جمدت عضوية سوريا في نوفمبر من العام 2011، على خلفية قمع احتجاجات شعبية طالبت بالتغيير.
ويتنازع معسكران عربيان تلك القضية، الأول تقوده الامارات ويدفع في اتجاه عودة نظام الأسد إلى الحاضنة العربية، والثاني تقوده قطر ويمانع هذا الأمر، فيما لم تفصح السعودية عن موقف واضح بهذا الصدد.
ففي الوقت الذي بدأت المياه تعود إلى مجاريها بين دمشق وعواصم عربية، أعادت قطر التأكيد على أنها "لن تُطبع مع النظام السوري حتى تزول الأسباب التي دعت إلى مقاطعته"، وأنها "لم تغير موقفها من التحرك لعودة سوريا إلى الجامعة العربية".
وخطت أبو ظبي خطوة في اتجاه دمشق، باستقبال حافل للرئيس السوري بشار الأسد في الامارات قبل أيام، بعدما كان حط في مسقط وأجرى مباحثات مع سلطان عمان هيثم بن طارق، فضلا عن تحسن العلاقات بين سوريا ومصر، وسط معلومات عن اتصالات في السياق ذاته بين دمشق والرياض.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قال إنه "لا يوجد حتى الآن إجماع عربي حول عودة النظام السوري للجامعة العربية، ودولة قطر تتعامل مع هذه القضية باعتبارها من أولويات القضايا العربية، لذلك فإن الإجماع العربي فيها محل اهتمام"، موضحا أنه لا تغيير في الموقف "حتى يتوافر هذا الإجماع الذي يأتي نتيجة تطورات إيجابية على الساحة السورية لا نراها ماثلة أمامنا".