أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنا، أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في التآمر واستهداف المقدسات والوجود الفلسطيني من مسلمين ومسيحين على الأرض المقدسة، بغض النظر عن انتمائه الديني، موضحًا أن حكومات "إسرائيل" المتعاقبة تسعى لإفراغ القدس من مكوناتها الإسلامية والمسيحية.
وقال المطران حنا - في حديث لـ"حياة واشنطن" - : "إن كل شيء عربي فلسطيني مسيحي أو إسلامي مستهدف أو مستباح في هذه الأرض المقدسة من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين بدعم من الحكومة في (تل ابيب)"، مشدّدًا على رفضه للاعتداء على الأديان والرموز الدينية والمقدسات.
اقرأ ايضا: إسرائيل: واشنطن قد "تعاقب" الجنائية الدولية.. وسننهي حرب غزة عند تحقيق أهدافها
وأضاف: "أخطر التعديات الإسرائيلية هي سرقة الأوقاف المسيحية من خلال نهب الكنائس وممتلكات المسيحين في باب الخليل وسلوان وغيرها من الأماكن بأرض فلسطين"، مشيرًا إلى اعتداء مستوطن على كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة بالقدس في الثاني من نوفمبر الماضي، حيث حطم المعتدي بعض ممتلكاتها.
وأوضح المطران حان، أن الشعب الفلسطيني يعيش في ظل احتلال عنصري ماضٍ عبر مؤامرته ومخططاته إلى تصفية القضية الفلسطينية، ولكنه لن ينجح في ذلك؛ لأن هذه القضية هي قضية الشعب الحي الذي يدافع عن حقوقه ومقدساته، ويرفض دومًا الاستسلام للأطماع "الإسرائيلية" الهدامة.
وتابع : "ما يزعج حكومة الاحتلال هو وحدة الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، ويريد التفرقة والانقسام بينهما، لكي يتسنى له الانفراد بهما على حدى لتمرير مخططاته الاستعمارية التصفوية".
وأشار إلى وجود صعوبات للمسلمين والمسيحيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بالوصول إلى المقدسات؛ نظرًا للحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات طوال، يمنع حرية تنقلهم، وهو مخالف للقوانين الدولية التي كفلت هذا الحق.
وأضاف المطران: "سلطات الاحتلال تمنح جزءًا بسيطًا من التصاريح والأذونات للبعض لزيارة الأماكن المقدسية، خلال المناسبات الدينية"، وهو ما يحرمهم من حق العبادة بها.
وطالب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، من المسيحية الحقوقية وكل المؤسسات الأممية بضرورة أن يلتفتوا إلى هذه الجرائم والعمل على محاسبة المسؤولين "الإسرائيليين" ووضع حدٍ لها.
وتوجد في فلسطين 18 كنسية موزعة في مدينة القدس والناصرة وبيت لحم ورام الله وطولكرم العيزرية العبيدية واريحا، إضافة إلى اثنتين في قطاع غزة، وهما: كنسية المعمدانية، والقديس برفيريوس.
وتمارس الحكومة الإسرائيلية أبشع أنواع الظلم والاضطهاد ضد الفلسطينيين في الوصول إلى مقدساتهم لا سيما في القدس والناصرة وبيت لحم، حيث تفرض عليهم موانع وحواجز لعرقلة وصولهم لها والتمتع بحرية العبادة، ويأتي ضمن مخطط إسرائيلي مرسوم وينفذ منذ احتلال فلسطين عام 1984م.
اقرأ ايضا: الجيش اللبناني يعلن مقتل عسكري وإصابة آخر جراء استهداف إسرائيلي
إضافة إلى أن حفريات تحفر أسفل هذه المساجد والكنائس بمئات الأمتار، بإشراف مباشر من جمعيات استيطانية وبدعم من حكومة (تل ابيب).