انهالت الإدانات العربية والدولية، في أعقاب التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بمحو بلدة حوارة الفلسطينية.
إذ أدانت دولة الإمارات التصريحات العنصرية للوزير الإسرائيلي التي دعا خلالها إلى تدمير قرية حوارة الفلسطينية.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي - في بيان لها - رفض دولة الإمارات كافة الممارسات التي تتعارض مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية.
وشددت الوزارة على ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والعنف، ونوهت بأهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني ضمن الجهود المبذولة للحد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأكدت على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدمًا، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
(الأردن يدين)
كذلك أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، التصريحات التحريضية التي أطلقها أحد وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الداعية إلى تدمير حوارة.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، مساء اليوم الخميس، إن الدعوات المؤججة للعنف تنذر بعواقب خطيرةٍ، وتمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
وجدد الناطق الرسمي باسم الوزارة التأكيد على الموقف الأردني بضرورة وقف الحملات التي تستهدف الشعب الفلسطيني، معيدًا التأكيد على أن وقف الخطوات الأحادية التي تقوض حل الدولتين والإجراءات الاستفزازية التي تدفع نحو التوتر وتفجر العنف، ضرورة لإنهاء التدهور وخفض التصعيد.
وشدد على أن الأردن سيستمر في بذل كل جهد ممكن لوقف التدهور وإيجاد أفق سياسي حقيقي يفعل العملية السلمية ويحقق تقدمًا لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967.
(واشنطن: تصريحات مقززة)
من جانبه، أكد متحدث الخارجية الأمريكية، نيد برايس، رفض واشنطن موقف وزير المالية الإسرائيلي، المؤيد لمحو بلدة حوارة الفلسطينية، معتبرًا إياها "غير مسؤولة ومقززة".
وفي بيان تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه، قال برايس تعليقًا على تصريحات سموتريتش، إنها "غير مسؤولة ومقيتة ومقززة.. وكما أعربنا عن إدانتنا للعنف الفلسطيني، فإننا نرفض وندين هذه التصريحات".
بموازاة ذلك قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن دعوة وزير المالية الإسرائيلي لمحو بلدة حوارة "تحريضية وغير مقبولة".
(محرقة حوارة)
ليل الأحد-الإثنين هاجم المستوطنون الذين جاؤوا من أنحاء مختلفة بلدة الحوارة بنابلس، في أعقاب هجوم مسلّح أودى بمستوطنين شقيقين (20 و22 عامًا) من مستوطنة هار براخا، وأفاد عضو مجلس بلديتها وجيه عودة بأنهم أحرقوا "أكثر من 30 منزلاً و100 مركبة".
فيما أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 350 إصابة فيها خلال الليل، معظمها بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي.
واعترف الجنرال يهودا فوكس، قائد الجيش الإسرائيلي في المنطقة، بأن قواته استعدت لمحاولة انتقام من المستوطنين، لكنها فوجئت بحدة العنف من قبل عشرات الأشخاص.
وأضاف: "الحادث الذي وقع في حوارة كان مذبحة نفذها خارجون عن القانون كانوا يركضون ويتنقلون بكل مكان في الظلام ويحرقون منازل الناس وسياراتهم. هذه أول مرة يحدث لنا مثل هذا الأمر"، مؤكدًا أنه لم يتجهز لحجم الاعتداء "فشلت في الاستعدادات للحدث".
فوكس تابع قائلاً: "نحن أمام موجة إرهاب متصاعدة، خلال الفترة الأخيرة وحتى أبعد من ذلك، منذ الأسبوع الماضي"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل فقدت خلال الأيام الأخيرة ثلاثة أشخاص، مقاتل في الجيش الإسرائيلي ومواطنَين".
وطلب القائد العسكري الإسرائيلي "باستغلال منصة الاعتقالات للتطرق لقضية الاعتداء على الجنود والضباط الإسرائيليين في الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة من جانب المستوطنين"، مؤكدًا العمل المشترك مع الشاباك والشرطة الإسرائيلية لاعتقال الأشخاص، ومنعهم من القيام بهذه الأعمال الإرهابية.
(إدانات مختلفة)
وفي أعقاب "محرقة حوارة"، دعا السفير الفلسطيني في الأمم المتّحدة رياض منصور الثلاثاء مجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ إجراءات" من أجل "حماية" مواطنيه المدنيين بعد الهجوم الذي شنّه مستوطنون إسرائيليون على قرية حوارة في الضفة الغربية المحتلّة.
ودانت الرئاسة الفلسطينية الأحد "الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون"، مؤكدة أن "هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة".
كما نددت الخارجية الفرنسية بالهجوم الذي أدى إلى قتل إسرائيليين واعتبرت "أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة"، كذلك ألمانيا دعت "الجميع" إلى "عدم تأجيج وضع متوتر جدًا".
من جانبها، دانت منظمة التعاون الإسلامي "الجرائم المتواصلة" التي ينفذها المستوطنون. وقالت في بيان إن "الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة تشكل جريمة حرب جسيمة وجرائم ضد الإنسانية".
يشار إلى أن سموتريتش هو رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، وأبدى إعجابه بمنشور لنائب رئيس المجلس الإقليمي للسامرة، دعا فيه لمحو القرية المذكورة قبل أعمال الشغب التي قام بها المستوطنون هناك.