أثار افتتاح دولة الإمارات لـ "بيت العائلة الإبراهيمية" جدلًا في دول الخليج، بعد تداول فتاوى عن حرمانية مثل تلك المنتديات، وصلت إلى حد "التكفير"، ردت عليها بحدة شخصيات عامة إماراتية.
وكانت الإمارات شهدت افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يضم مسجدًا وكنيسة وكنيسًا يهوديًا، هي: مسجد الإمام الأكبر أحمد الطيب، وكنيسة قداسة البابا (فرنسيس)، وكنيس (موسى بن ميمون).
وتتيح هذه المرافق للزوار ممارسة الشعائر الدينية لأصحاب الديانات الثلاثة، والقيام بجولات إرشادية، والمشاركة في الاحتفالات الدينية، والاطلاع على المعتقدات الإيمانية والدينية المختلفة، ودور العبادة الثلاثة متساوية الأحجام، لتجسد القواسم المشتركة بين الديانات الإبراهيمية الثلاثة.
ويتجه المسجد باتجاه مكة، والكنيسة نحو الشرق، أما الكنيس اليهوي فيتجه نحو القدس.
وتداول نشطاء، فتوى صادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في السعودية، تقول: "لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة بناء مسجد وكنيسة ومعبد، في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله".
وقال الأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، إن الفتوى السعودية قديمة وجرى تداولها باعتبارها صدرت بالتزامن مع افتتاح الإمارات لـ "البيت الإبراهيمي".
وأضاف عبدالله - في تعليق على حسابه الرسمي على موقع "تويتر" - : "لا أحد بكامل قواه العقلية يبشر بديانة إبراهيمية جديدة، بل بيت العائلة الإبراهيمية يدعو للحوار والتعايش بين أصحاب الأديان الثلاثة".
وتابع: "شتان بين البيت الإبراهيمي كبادرة حضارية انطلقت من الإمارات لتعميق الأخوة الإنسانية، والدين الإبراهيمي الذي لا وجود له سوى في عقول مريضة وخبيثة".
من جانبه، علق رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات، علي النعيمي، على الفتوى السعودية المتداولة بالقول: "الفتوى السعودية صدرت قبل 26 عامًا. يُزعم أنها صدرت بشأن بيت العائلة الإبراهيمية الذى افتتح قبل أيام .الكذب والتدليس لخداع الأمة واختطاف عقول أبناءها نهج المؤدلجين".
من جهته، وصف الداعية الكويتي، عثمان الخميس، افتتاح البيت الإبراهيمي في الإمارات، بأنه "كُفر"، ليرد عليه نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان، بعدة تغريدات على حسابه على موقع "تويتر"، قال فيها: "نحن كمسلمين نطلب من الدول البوذية والهندوسية والمسيحية واليهودية أن يسمحوا لنا بفتح مساجد في دولهم، ولكن إذا طلبوا هم في المقابل فتح دور عبادة لهم نرفض بحجة أن هذا كُفر".
اقرأ ايضا: البيت الأبيض: وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" بات "قريبًا"
وأضاف خلفان: "نفتح مكان واحد للعبادة لهم، ويسمحون لنا بفتح المئات بل الآلاف من المساجد في دولهم ونلعنهم. الإمارات دولة لها قادتها لسنا بحاحة إلى من يعطينا دروسًا في الإسلام. الذين دخلوا في الإسلام وأشهروا إسلامهم في مساجدنا أكثر من أية دول عربية، فمن يرمينا بالكُفر ليتقي الله في نفسه".
اقرأ ايضا: "تحت زخات الرصاص وتهديد السلاح".. إسرائيل تُهجّر مئات الفلسطينيين من بيت حانون
وتابع: "حوار الأديان مسألة قديمة تبنته دول إسلامية، الهدف منه منع التطرف والغلو في محاربة الأطراف بعضها لبعض"، متسائلًا: "البيت الإبراهيمي من أي ناحية كفر؟(..) كل صاحب دين له مكان عبادته.. هل هذا كُفر؟".