كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن قصر الإليزيه طلب أسماءً للتفكير أو النظر في خلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، البالغ من العمر 87 عامًا.
وفي عددها الصادر، يوم الأحد، تحت عنوان: "فرنسا تبحث عن خليفة لمحمود عباس"، أكدت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد تغيير بعض الأمور لمواجهة استمرار الجمود في الملف الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يشغله.
اقرأ ايضا: إسرائيل تساوم فرنسا على حصانة نتنياهو مقابل دورها في وقف إطلاق النار
وأوضحت أنه الرئيس الفرنسي، الذي استقبل لتوّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد اندلاع أعمال العنف القاتلة الجديدة في الضفة الغربية والقدس يرى أن عباس، يتمسك بحكمه وتأجيل أي انتخابات تشريعية جديدة خوفًا من أن يخسرها حزبه.
ونقلت "لوفيغارو" عن مصدر من دائرة الرئيس الفرنسي، قوله إن الأخير طلب من القنصل الفرنسي الحالي في القدس وأسلافه الخمسة الأخيرين في المنصب نفسه (المسؤولون عن العلاقات مع الفلسطينيين)، والسفير الفرنسي الحالي في تل أبيب (الجانب الإسرائيلي) وأسلافه الخمسة الأخيرين في المنصب ذاته، والرئيس الحالي لجهاز المخابرات الخارجية وأسلافه الخمسة الأخيرين، بأن يُعد كلٌ من جانبه قائمة تضم اسمين من فلسطينيي المستقبل، الذين يمكنهم خلافة الرئيس أبو مازن.
وأكد المصدر المقرب من الرئيس ماكرون أن الأخير يُريد أن تدعم فرنسا هذه الشخصيات من أجل الوصول إلى الحكم، وأنه منزعج من حقيقة أن لا شيء يتقدم وأنه لا يمكن العثور على أي شخص من حول عباس، يوضح المصدر المنتمي إلى دائرة ماكرون.
وأوضحت "لوفيغارو" أن اثنين من بين الدبلوماسيين الخمسة عشر أو كبار المسؤولين المعنيين أكدوا لها هذه المعلومات، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية هي التي تولت نقل الطلب إلى هؤلاء الدبلوماسيين، دون أن يُذكر لكل منهم أنه قد تم استشارة آخرين أيضًا.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي من المعنيين بطلب الرئيس ماكرون قوله: "طُلب مني التفكير في أي من الفلسطينيين يمكن أن يكون رجل المرحلة. وعلاوة على ذلك، أولئك الذين لديهم أفكار جديدة للخروج من حالة الشلل الحالية".
ويضيف: "بعض الأسماء تفرض نفسها إذا بقينا مع النظام المؤسسي، لكنه مغلق (من قبل حركة فتح – حزب الرئيس عباس)، توجد أسماء أخرى، إذا تركنا الأنماط الكلاسيكية. لقد اقترحت أسماءً معتادة وأخرى خارج المؤسسات الفلسطينية".
ويشدد دبلوماسي آخر على أن "الأمر الواضح هو أن خلافة محمود عباس ستظهر عاجلاً أم آجلاً". ومع ذلك، يقول الدبلوماسي: "نواجه مأزقًا تامًا، حيث إن هناك صعوبات في إيجاد البديل حسب مواصفات الإليزيه، الذي يبحث عن شخصية تأتي بأفكار جديدة. فهناك شخصيات فلسطينية خارج المجال السياسي والمؤسسي لديها المكانة لخلافة عباس، إلا أنه عندما تحقق معهم، كما فعلت أنا، بشكل غير مباشر، أجابوني بأنهم لا يريدون ممارسة السياسة، لأنهم يعلمون أن هناك عملية حزبية ستعيقهم".
ومضت "لوفيغارو" تقول إنه وبغض النظر عن قلقه من المأزق في الملف، والذي يثير مخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة، ينتقد إيمانويل ماكرون دبلوماسييه لافتقارهم إلى مبادرات إبداعية نحو تسوية هذا الصراع المزعج، الذي يُعترف بأنه منخفض الحدة، لكنه ما يزال مركزيًا في العالم العربي، كما أظهرت نهائيات كأس العالم الأخيرة في قطر.
وتنقل الصحيفة عن أحد مساعدي الرئيس الفرنسي قوله إن الأخير "ينتقد وزارة الخارجية، لكن الأحداث تتجاوزها شيئًا ما. في شهر يوليو الماضي. ووبخ ماكرون وزيرة خارجيته، كاترين كولونا؛ مطالبًا إياه بمبادرة، لأنه سئم اللغة التي تستخدمها الدبلوماسية".
اقرأ ايضا: محمود عباس يختار رئيس المجلس الوطني رئيساً مؤقتاً للسلطة حال شغور المنصب
تتساءل "لوفيغارو"، كيف يمكن "تحريك" صراع عمره 70 عامًا وأكثر من عقد بعد فشل عملية سلام انطلقت بين الطرفين؟.