شاركت في جلسة من جلسات المؤتمر الهام الذي ينظمه معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي حيث شارك فيها عزام الأحمد ووليد العوض وأنا، وكان عنوانها الانقسام والمصالحة: آفاق ما بعد اتفاق الجزائر، تناولت فيها الجذر الأساسي للانقسام وهو الإتفاق على مشاركة حماس والجهاد المنظمة ومشاركة حماس السلطة بدون الاتفاق على برنامج القواسم المشتركة وتحديد الأهداف والحقوق وأشكال العمل والنضال لإنجازها وعلى قواعد العمل الداخلي والمشاركة والموقف من التزامات أوسلو. إذا أردت الانضمام إلى نادي هناك شروط عضوية، وهذا لا يعني هيمنة طرف أو فرض برنامج بعينه.
الانقسام صناعة فلسطينية واسرائيلية وساهم في وقوعه واستمراره وتعمقه أطراف عربية واقليمية ودوليه وتبلور جماعات مصالح الانقسام.
السبب الثاني استمرار الاوهام على المفاوضات والتسوية، حيث الرئيس وفتح أرادوا انضمام حماس كأقلية وتقوية الموقف التفاوضي للقيادة الرسمية، وحماس تريد تأهيل نفسها للمشاركة بالتسوية عبر الشراكة بالقيادة الفلسطينية وإدعت لتبرير والتغطية أن أوسلو مات مع أن السقف السياسي هبط بعد اغتيال ياسر عرفات وخارطة الطريق وخطة فك الارتباط عن أوسلو بشكل كبير.
السبب الثالث الاستقطاب الثنائي الحاد بدون تبلور طرف ثالث قوي وسعي كل طرف لإقصاء الطرف الآخر ففتح تريد استعادة غزة وحماس تريد الحفاظ بغزة والدخول إلى المنظمة.
إعلان الجزائر لا يملك فرصة للنجاح لأن المبادرة كانت إعادة إنتاج للتجارب السابقة بشكل أسوأ والغرض منه كان مجاملة للجزائر.
الحل حوار وطني شامل بمشاركة أشخاص يمثلون مختلف قطاعات وتجمعات وألوان الشعب الفلسطيني، يضع أسس جديدة للحوار أهمها الإتفاق على رؤية واستراتيجية كفاحية ووطنية وديمقراطية توافقية تقطع الصلة بتاتا بامكانية التوصل إلى تسوية تحقق الحد الأدنى عبر المفاوضات والتنازلات والرهان على الآخرين، فالإستراتيجية الوطنية الكفاحية التشاركية التي تسعى لتغيير موازين القوى هي مفتاح الوحدة وتشق الطريق لإعتماد حل الرزمة الشاملة التي تطبق بالتوازي والتزامن وتشمل حكومة وحدة وطنية وإنهاء الانقسام وتغيير السلطة والمنظمة تكون تمثل الشعب قولا وفعلا، والانتخابات في إطار الوحدة والإتفاق على أسس المشاركة .
الوحدة لا تتحقق بتجريب المجرب واعادة الحوارات والاتفاقات السابقة وهي باتت ملحة أكثر بعد تشكيل الحكومة الكهانية في إسرائيل التي تستهدف الجميع من يمارس" الإرهاب الديبلوماسي ومن يمارس الإرهاب العسكري " والفلسطيني الجيد عندها هو الميت او المقيم خارج فلسطين او لا يعتبر نفسه جزء من شعب له حقوق وهوية وطنية جامعة، وتستهدف الحكومة الإسرائيلية حل الصراع بتصفية القضية الفلسطينية بمختلف أبعادها.
والوحدة بحاجة لكي تتحقق إلى تغيير بالخارطة السياسية وتبلور ضغط سياسي وشعبي متراكم من الاغلبية صاحبة المصلحة بالوحدة يهدف إلى فرض الوحدة.
* مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية_مسارات
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الحياة واشنطن