"أرجل الدجاج" تثير جدلًا واسعًا في مصر.. والحكومة: من أفخر الأطباق الغنية بالبروتينات

مشاركة
المصريون يسخرون من تناول "أرجل الدجاج" بطريقتهم المصريون يسخرون من تناول "أرجل الدجاج" بطريقتهم
الحياة واشنطن-تقرير 02:00 م، 26 ديسمبر 2022

أثار حديث المعهد القومي للتغذية في مصر عن فوائد "أرجل الدجاج" عاصفة من السخرية تارة، والغضب تارة أخرى.

إذ شهدت البلاد ضجة كبيرة وجدل واسع خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل الأزمات الاقتصادية التي ألقت بظلالها على ارتفاع ملحوظ في الأسعار، خاصة بعد تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي لأرجل الدجاج تباع في الأسواق.

(دعوة لتناول أرجل الدجاج)

من جانبه، قال رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين المصرية عبدالمنعم خليل - في مداخلة مع إحدى القنوات الفضائية - إن أرجل الدجاج من الأطباق الثمينة التي تصدّرها مصر إلى الصين عبر أكثر من 8 شركات.

وأضاف خليل: "ليس هناك مشكلة في تناول أرجل الدجاج المصرية، وبتجربتي ممكن القول إن بها مادة جيلاتينية قوية جدًا لعلاج آلام الظهر، وتعد من أفضل وأفخم الأطباق لما تحتويه على مادة غنية بالبروتينات وغير ممنوع تداولها".

وأردف رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، أن هناك أكثر من 8 شركات مصرية تصدر أرجل الفراخ للصين ويتم تنظيفها وتعبئتها وتغليفها في أطباق لتصديرها".

وأوضح: "هناك العديد من المصانع والشركات في مصر تقوم بتصدير أرجل الدجاج، ومن سافر إلى آسيا سيجد أنها من أفخم وأفضل الأطعمة".

(فوائد أرجل الدجاج)

ونشرت الصفحة الرسمية للمعهد القومي للتغذية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائمة بالبدائل الغذائية الغنية بالبروتين، بالإضافة إلى أنها أيضًا تحقق وفرًا في الميزانية.

وتحدث المعهد عن عدة "بدائل غذائية غنية بالبروتين وقادرة على توفير الميزانية"، وبينها "أرجل الدجاج وشوربة العدس".

وتلقت مصر ضربات عدة قاسية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد كان لارتفاع أسعار الحبوب ضرر كبير عليها باعتبارها من أكبر مستوردي القمح في العالم، كما فقدت جزءًا كبيرًا من السياح الأوكرانيين والروس الذين شكلوا 40 بالمئة من ثمانية ملايين سائح عام 2021.

وجاءت الدعوة لتناول "أرجل الدجاج"، كأحد الحلول بعد ارتفاع أسعار كيلو الدواجن ليصل إلى 50 جنيهًا مصريًا.

(غضب المصريين)

بموازاة ذلك، تساءل البعض عما إذا كانت هذه حملة إعلامية تهدف إلى إقناع الناس بتناول أطعمة رخيصة، بدلًا من اللحوم والدواجن، التي تشهد أسعارها ارتفاعًا ملحوظًا، كبقية السلع والمنتجات، هذه الأيام.

فيما أشار بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى رواية "يوتوبيا" للكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق في عام 2008، والتي تنبأ فيها بأن يصل سعر الدولار في مصر إلى 30 جنيهًا، وبأن تصبح أجزاء الدجاج التي كانت تلقى في القمامة، مثل الأرجل والأجنحة، من الأطعمة الرائجة بين المواطنين.

كما تصدر هاشتاق حمل عنوان "أرجل الدجاج" مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إذ قال الباحث المصري الدكتور عمار علي حسن: "إنه بعد تدمير صناعة الدواجن التي كانت مصر متميزة فيها، يعلنون الآن عن فوائد أرجل الدجاج".

وأضاف حسن: "أنها آخر لافتة معلقة فوق جدار ملون يكاد ينقض لما يسمونها الجمهورية الجديدة".

فيما ربط نشطاء الحديث عن "فوائد أرجل الدجاج وشوربة العدس"، بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، واعتبروا أن تناول تلك الموضوعات جاء تمهيدًا لـ"المزيد من رفع الأسعار".

وتعاني مصر من أزمة اقتصادية كبيرة وتوصلت مؤخرا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي يقضي بحصول القاهرة على ثلاثة مليارات دولار من الصندوق، إضافة الى حزمة أخرى تشمل مليار دولار من صندوق الاستدامة والمرونة التابع للصندوق وخمسة مليارات دولار من الدول الشريكة للتنمية. وهو ما يعني إجمالا مساعدات بقيمة تسعة مليارات دولار.

وستوظف مصر هذه المبالغ لمواجهة الضائقة المالية التي يعاني منها اقتصاد البلاد جراء تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا.

ومن أبرز ملامح الأزمة الاقتصادية وجود عجز كبير في الموازنة العامة للدولة المصرية، والحاجة لسداد أقساط الديون وفوائدها، علاوة على ارتفاع فاتورة الواردات السلعية، حيث تعاني مصر من عجز كبير في الميزان التجاري، وارتفاع نسبة التضخم.

وتأمل الحكومة المصرية في أن تؤدي الإجراءات الاقتصادية والإصلاحات النقدية وقرض صندوق النقد الدولي إلى الحد من معدل التضخم، وتخفيف الضغط المالي على الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وخفض إجمالي الدين المصري. وتشير أرقام حكومية إلى أن نحو 30 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 104 ملايين يعانون الفقر.