الفلسطينيون الأمريكيون : تعقيدات غريبة لتعامل الاسرائيليين معهم في المطار!

مشاركة
*عزام توفيق أبو السعود 09:52 ص، 20 أكتوبر 2022

هل حملة الجنسية الأمريكية من الفلسطينيين هم أمريكان أم لا ؟  هل هم أمريكان يتمتعون بكامل الحقوق الأمريكية أم لا ؟ هل هم أمريكان من الدرجة الثانية ؟ أم أن أمريكا تعامل كل رعاياها معاملة واحدة؟ وتدافع عنهم نفس الدفاع إذا تعرضوا لأي مشكلة حتى لو كان اسمهم محمد أو جون أو عبد الله أو باتريك ؟!!!

يبدو أن هناك أمريكان "خيار" وأمريكان "فقوس" .. لقد رأينا ذلك بأم أعيننا في التستر الأمريكي على جريمة قتل شيرين أبو عاقلة  الأمريكية الجنسية، وجريمة سحل ذاك الكهل الأمريكي العربي في إحدى قرى رام الله !  لم تحاسب أمريكا إسرائيل على هاتين الجريمتين وجرائم أخرى إرتكبتها اسرائيل بحق فلسطينيين يحملون الجنسية الأمريكية .. ولن تحاسبها أبدا .. فالإسرائيليون منزهون عن الخطأ في العرف الأمريكي الرسمي سواء للجمهوريين أو الديمقراطيين !

ما لفت انتباهي هذا اليوم  هو رسالة موجهة من عضو في الكونجرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري هو روبرت ويتمان الى وزير الخارجية الأمريكي بلنكن ونسخة الى السفير الأمريكي ثوماس نايدس .. الرسالة مؤرخة قبل يومين.. 

الرسالة تنتقد تعامل إسرائيل مع الأمريكيين من أصول فلسطينية في مطار بن غوريون، وأن الخارجية الأمريكية لا تقدم الرعاية والاهتمام لمشاكل هؤلاء الأمريكيين عند دخولهم اسرائيل والتي آخرها سؤالهم إن كانوا يحملون جواز سفر أردني، حتى بدون رقم وطني أردني أي مجرد وثيقة تعريف وتسهيل سفر المقدسيين والفلسطينيين في الضفة، وليست جنسية أردنية كاملة.. فالإسرائيليون يطالبونهم بالتنازل عن جواز سفرهم الاردني (المؤقت عمليا).. ولسبب غير مفهوم طبعا. ويستشهد هذا الكونجرسمان بقضية الأمريكي الفلسطيني الأصل كمال نواش وهو محام أمريكي في واشنطن وطلب الاسرائيليين منه بإعادة جواز سفره الأردني للأردن.. وهو أمر غريب حقا لأنه لو أرسله للسفارة الأردنية في واشنطن سيعيدونه له بالبريد ..

لغريب في الموضوع أن عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري يطلب من وزير الخارجية الديمقراطي إثارة هذا الموضوع في اجتماعاته المستمرة مع الاسرائيليين.. ويتسائل عن دور السفير الأمريكي في القدس وإهماله موضوع عدم المساواة بين أي أمريكي يحمل الجواز الأمريكي في التعامل معه في المطار من قبل الاسرائيليين ..

لقد رضخ الأمريكيون للرغبة الاسرائيلية، ونقلوا سفارتهم في القدس، لكن السلطات الاسرائيلية لا تتعامل مع كل الأمريكيين بنفس المستوى رغم أنهم يحملون الجواز الأمريكي..

 السؤال الآخر هنا لماذا على الفلسطينيين الأمريكيين أن يتقدموا بطلب للإسرائيليين بواسطة وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية للسماح لهم بالسفر عبر مطار بن غوريون؟ لماذا لا يتجهون مباشرة الى المطار وبدون تصريح إسرائيلي؟ أليسوأ مواطنين أمريكيين "على راسهم ريشة " ؟ وماذا يفعل السفير الأمريكي في القدس؟ أليست هذه قضية هامة تمس كرامة مواطنيه الذين يفترض أنه يحميهم ويدافع عنهم وعن حقوقهم وعن راحتهم؟ أم أن المعايير المزدوجة في التعامل بين الأمريكيين تختلف باختلاف أصولهم؟ ألم ينته عهد التمييز العنصري في أمريكا أم أنه لا زال مستمرا؟ هذه أسئلة على السفارة الأمريكية الإجابة عنها ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 

** كاتب فلسطيني

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "الحياة واشنطن "