ضغوط "سرية" من إدارة بايدن وراء كواليس التحقيقات حول مقتل شيرين أبو عاقلة

مشاركة
شيرين أبو عاقلة شيرين أبو عاقلة
الحياة واشنطن-تقرير 01:26 م، 06 سبتمبر 2022

أفادت صحف عبرية مختلفة، بأن نتائج التحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية "شيرين أبو عاقلة"، جاءت بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت صحيفة "واي نت" العبرية، أن الأمريكيين ضغطوا على أعلى الرتب في القدس لإنهاء التحقيق في مقتل الصحفية "شيرين أبو عاقلة"، وأنه رغم الضرر البالغ الذي لحق بمصداقية الرواية الإسرائيلية، التي انحرفت وحاولت الإيحاء في البداية أن مسلحين فلسطينيين هم من أطلقوا عليها الرصاص فإن إسرائيل غير مستعدة لتحمل المسؤولية.
 
وقالت الصحيفة، إنه حتى قبل نشر نتائج التحقيق العسكري المتعمق في مقتل "أبو عاقلة"، أطلعت إسرائيل الأمريكيين بالنتائج، والتي بموجبها - على عكس القرار الأولي وعلى غرار التحقيقات الصحفية التي أجريت في الشبكات الدولية - هناك احتمال كبير أنها قتلت بنيران المقاتلات الإسرائيلية.

اقرأ ايضا: مقتل شخص في إطلاق نار على دورية أمنية في محيط السفارة الإسرائيلية بعمان

وتابعت الصحيفة، أن قضية مقتل "أبو عاقلة" لم تسقط من جدول الأعمال حتى بعد أربعة أشهر من وفاتها، ويبدو الآن أن القضية ستظهر وترافق إسرائيل في المستقبل أيضًا، موضحة أن إسرائيل كانت تأمل أن يؤدي نشر التحقيق إلى إنهاء القضية لكن ليس من المؤكد ذلك.

وأوضحت الصحيفة، أن الأمريكيين سيضغطون الآن لدفع تعويضات لأسرة "أبو عاقلة"، لكن في الجانب الإسرائيلي يقولون إن القضية لم تُطرح أبدًا، وهذا على أي حال ليس على جدول الأعمال، لأنه حتى لو أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي فإنه لم يكن مقصودًا.

وأشارت إلى أن المنسق الأمريكي لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن إطلاق النار كان متعمدًا، لكنه قدر أنه جاء نتيجة ظروف مأساوية خلال نشاط عملياتي ضد نشطاء الجهاد الإسلامي بعد سلسلة من العمليات في إسرائيل، مضيفة أن تأكيد الجنرال الأمريكي لم يعجب إسرائيل، لكن في النهاية التحقيق العسكري المنشور اليوم لا يختلف كثيرًا عن تقييمه الأصلي.

من جهتها، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، بأن استنتاجات التحقيق التي صدرت بعد شهور من مقتل "أبو عاقلة" جاءت نتيجة ضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سرًا ومن وراء الكواليس.

وذكرت الصحيفة، أن نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، شددت في اجتماع مع مستشار الأمن القومي إيال هولاتا، في واشنطن قبل نحو أسبوعين على ضرورة المساءلة في قضية مقتل "أبو عاقلة".

وأشارت الصحيفة، إلى أن السلطة الفلسطينية كانت متأكدة من أن "أبو عاقلة" قتلت على يد الجيش الإسرائيلي عمدًا، وأن عائلتها وجهت نفس التهمة لإسرائيل.

وأضافت الصحيفة، أن عائلة أبو عاقلة ركزت اهتمامها على الولايات المتحدة على أمل الضغط على إدارة جو بايدن، للسماح لمكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء تحقيق.
ونقلت الصحيفة، عن العائلة قولها، "بما أن إسرائيل غير قادرة على محاسبة نفسها، فإننا نضغط أيضًا من أجل تحقيق كامل للمحكمة الجنائية الدولية، لا يمكننا أن نتوقف قبل تحقيق العدالة لشيرين."

وبدورها أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"  أن نشر النتائج من قبل الجيش الإسرائيلي جاء في أعقاب ضغوط من الولايات المتحدة، خاصة خلال الزيارة الأخيرة التي قامت بها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، بابرا ليف.
جاء نشر النتائج من قبل الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين في أعقاب ضغوط أفادت بها الولايات المتحدة، بما في ذلك خلال الزيارة الأخيرة التي قامت بها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف.

وأفادت الصحيفة، بأن ليف كانت في إسرائيل والضفة الغربية من الخميس إلى السبت، في زيارة غير ملحوظة تضمنت اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية قولها، إن ليف كانت في المنطقة لمناقشة مجموعة من الأولويات من بينها "اهتمام الولايات المتحدة بتحسين نوعية حياة الشعب الفلسطيني."

وأضافت الصحيفة، أن ليف أبلغت المسؤولين الإسرائيليين أن واشنطن منزعجة من تصعيد العنف في الضفة الغربية.

من جهتها، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن إدارة بايدن عملت على الضغط على إسرائيل منذ شهور، لاستكمال ونشر النتائج التي توصلت إليها بشأن مقتل "أبو عاقلة"، وسط دعوات مستمرة للولايات المتحدة لقيادة تحقيقها الخاص.

وقالت الصحيفة، أنه وسط ضغوط من المشرعين وعائلة "أبو عاقلة"، حثت إدارة بايدن المسؤولين الإسرائيليين على الإفراج عن تحقيقها في إطلاق النار.

جدير بالذكر أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال - في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" قبل يومين - إنه يرجح أن تكون الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة قد استشهدت بنيران "خاطئة" أطلقها جندي إسرائيلي.

وتابع : "جيش الاحتلال الإسرائيلي مزاعمه بأن جنوده صوبوا الرصاص نحو (المسلحين)، وربما تكون شيرين أبو عاقلة قد قُتلت نتيجة ذلك"، مضيفًا: "لا يزال احتمال آخر قائمًا أن تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين".

وأضاف أنه في إطار التحقيقات تم استجواب قوة الجيش التي كانت حاضرة في "الحادث"، وإجراء تحليل دقيق لمسار الأحداث، مع تحليل وفحص الصوت من مكان الحادث مباشرة، إضافة إلى فحوصات للطب الشرعي وباليستية من مكان الحادث.

واستشهدت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، في 11 مايو الماضي، بعد تعرضها لعملية إطلاق نار من قِبل جيش الاحتلال أثناء تواجدها في مخيم جنين لتغطية الأحداث، وفقا لبيان الصحة الفلسطينية.

وكانت عائلة الصحفية الفلسطينية الأمريكية أبو عاقلة التي قُتلت خلال تغطيتها عملية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في مايو، دعت الولايات المتحدة، إلى إجراء تحقيق مستقل ومحاسبة إسرائيل، في زيارة لواشنطن تلبية لدعوة من وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وقالت عائلة أبو عاقلة، إنها تدعو الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق "شامل وموثوق ومستقل وشفاف" في مقتل أبو عاقلة.

اقرأ ايضا: إدارة ترامب تستعد لفرض "الضغط الأقصى" على إيران مع بدء ولايته

وكتب شقيقها طوني أبو عاقلة - في بيان - : "لقد مكّنت الولايات المتحدة إسرائيل لفترة طويلة جدًا من القتل مع الإفلات من العقاب من خلال توفير الأسلحة والحصانة والغطاء الدبلوماسي".وكان لمقتلها تداعيات كبيرة حول العالم، كما ذكرها الرئيس جو بايدن حين زار المنطقة نظرًا إلى أنها كانت مواطنة أمريكية أيضًا.