أكد مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، أن أحد المواضيع الملحة التي باتت تشغل إسرائيل في الآونة الأخيرة هي رصد "اشتعال" متزايد للأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، خصوصًا في المناطق الواقعة شمالي الضفة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تصعيد وتتحول إلى انتفاضة شعبية عنيفة.
وأوضح المسئول لموقع "واينت" العبري، أن تقديراته جاءت بعد مراقبة لما يجري عن كثب بكل الساحات التي ينشط بها الجيش الإسرائيلي، الشاباك والشرطة الإسرائيلية. وبحسب مسؤولين أمنيين آخرين، يجب على "الجهاز الأمني" حاليًا أن يكون متأهبًا لتطورات من هذا القبيل وأن يحاول بشكل أساسي منعها.
اقرأ ايضا: بعد وقف الحرب.. "حزب الله" يحضَّر لجنازة شعبية للزعيم الراحل حسن نصر الله
وأفاد الموقع العبري، بأنّ الاشتعال الذي يجري الحديث عنه يتمثل بالكمية المتزايدة لعمليات إطلاق النار والحجارة والزجاجات الحارقة والتي تجري تقريبًا بصورة يومية، وهذا يمكنه أن يؤدي إلى تصعيد الأوضاع بسبب خروج حوادث عن السيطرة، مثل اعتداء إطلاق النار الذي وقع أمس في نابلس وأسفر عن إصابة إسرائيليين حاولوا زيارة قبر يوسف في نابلس بدون تنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
لكن الموضوع الأكثر حساسية والذي يمكن أن يؤدي إلى اشتعال الأوضاع هو كل ما يرتبط بالحرم القدسي، مع اقتراب الأعياد اليهودية، حيث يؤكد المسؤولون في الأوقاف الإسلامية أن هناك انتهاكات للوضع القائم، وهذا الأمر يمكنه أن يؤدي إلى اشتباكات بمشاركة جماعية واستخدام أسلحة نارية والتي هي متاحة حاليًا في الضفة الغربية أكثر من أي وقت مضى.
وتمارس حاليًا غالبية عمليات إطلاق النار والحجارة والزجاجات الحارقة في الفترة الأخيرة كل ليلة، ضد أهداف عسكرية خصوصًا ضد مواقع وحواجز للجيش الإسرائيلي في شوارع الضفة الغربية، والتقديرات هي: أن منفذي هذه العمليات غير مدربين ولا ينتمون لأي من التنظيمات الفلسطينية.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن الظاهرة الأخرى التي يواجهها الجيش الإسرائيلي وتشير إلى اشتعال متزايد للأوضاع هي "المواجهة بإطلاق النيران التي تواجهها القوات الإسرائيلية خلال تنفيذهم عمليات اعتقال في قرى ومدن الضفة الغربية، وهذا الأمر لم يكن بالسابق، حيث لم تواجه هذه العمليات استخدام بالنيران الحية من جانب الفلسطينيين، وبالطبع إلقاء حجارة أو زجاجات حارقة، وبات من الواضح أن الشبان في هذه المناطق، خصوصًا البعيدة منها يكونون متجهزين مسبقًا لمواجهة الجيش الإسرائيلي".
وتابع أن عملية "كاسر الأمواج" التي ينفذها الجيش الإسرائيلي نجحت بمنع الجهاد وحماس بالمبادرة لتنفيذ عمليات قاتلة، لكن القوات الأمنية تواجه صعوبة لوقف عمليات إطلاق النار، وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإلقاء الحجارة التي تجري بصورة يومية وترى الأجهزة الأمنية أن هذه العمليات يمكن أن تؤدي إلى انتفاضة شعبية.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن السبب الرئيسي لاشتعال الأوضاع هذا هو بسبب شعور هؤلاء الشبان بالإحباط من الأوضاع في الضفة ويشعرون أنهم سئموا من الوضع القائم الذي لا أمل فيه من وجهة نظرهم، ولأنهم يحتقرون السلطة الفلسطينية وقادتها الذين يعتبرونهم فاسدين ومتعاونين مع إسرائيل، والغضب المتراكم يتمثل من خلال هذه العمليات.
وينتظم هؤلاء الشبان مع أقاربهم أو سكان بلدتهم، وينجحون بالحصول على سلاح ويبحثون عن الفرصة لاستخدامه، ولفت الموقع العبري إلى أن الوضع الاقتصادي ليس هو السبب الرئيسي لهذا الوضع، وإنما الدافع لهذا هو غضب قومي متراكم يبحثون عن متنفس لإخراجه.
وذكر الموقع، أن أعضاء حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحاولون حاليًا تأجيج النيران وإشعال الأوضاع كجزء من المعركة على خلافة أبو مازن في حال اعتزل قيادة السلطة الفلسطينية.
وبحسب تقرير الموقع العبري، هذه الصراعات باتت تضعف قدرة السلطة الفلسطينية على فرض سيطرتها في الضفة الغربية، ما أدى إلى وضع لا يوجد فيه قانون ومنفذ للقانون، وازدهار لتجارة الأسلحة وانتاجها، والأجهزة الأمنية الفلسطينية لا تحاول تقريبًا إحباط العمليات، إنما في حالات معينة هناك خطر حقيقي على أبو مازن وقادة السلطة الفلسطينية.
اقرأ ايضا: غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية قبيل اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار
وقال مسؤول أمني إن الأسلحة باتت متاحة بشكل كبير في الضفة الغربية وأسعارها ليست باهضة. هذه الأسلحة بشكل أساسي بنادق ومسدسات، يتم تهريبها من الأردن ولبنان أو سرقتها من الجيش الإسرائيلي.