يصادف اليوم الأحد، 21 من أغسطس/ آب 1969، الذكرى الـ 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، على يد اليهودي من أصول أسترالية "مايكل دنيس روهن".
واستطاع الفلسطينيون إنقاذ ما تبقى من المسجد بعدما أتت عليه ألسنة الحريق، وألقى الجيش الإسرائيلي حينها القبض على المعتدي، وادعى أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا في تلك الفترة.
اقرأ ايضا: استشهاد 19 فلسطينيا بينهم أطفال في قصف عنيف على قطاع غزة
ونشب الحريق في الجناح الشرقي من المصلى القبلي في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، حيث التهمت النيران كامل محتويات تلك المنطقة بما في ذلك منبر صلاح الدين التاريخي، وكاد أن يصل الحريق إلى قبة الصخرة.
وأدت جريمة إحراق الأقصى إلى ردود فعل غاضبة في الشارع العربي والإسلامي والدولي، فيما لبى آلاف الفلسطينيين نداء صلاة الجمعة في اليوم التالي من ذاك اليوم في الساحة الخارجية للأقصى، وعمت لاحقًا المظاهرات في مختلف المحافظات الفلسطينية، والعواصم المختلفة.
وضمن الردود الدولية على هذه الجريمة، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 271 لعام 1969م بتاريخ 15 سبتمبر والذي أدان إسرائيل لحرق المسجد الأقصى في 21 أغسطُس عام 1969م، حيث دعا المجلس إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتّفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظِّمُ الاحتلال العسكري.
وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق الذي تعرض له المسجد الأقصى وترميمه وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي، من خلال فريقها الفني المتكامل الذي بدأ عمله في مطلع 1970م.
وإلى يومنا هذا لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة، من عمليات إغلاق أمام المصلين والتضييق عليهم، واقتحامات المستوطنين المتكررة لباحات الأقصى، وتنفيذ أعمال تخريب فيه، ومنع عمليات ترميمه، وتنفيذ أعمال حفريات للأنفاق أسفله، وإجراء أعمال مسح وأخذ قياسات في باحات المسجد الأقصى وفي صحن قبة الصخرة.
اقرأ ايضا: أبو عبيدة: مقتل أسيرة إسرائيلية جراء العدوان على شمال غزة
ولما لم تستطع ألسنة اللهب أن تقضي على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أنطلقت منذ عقود خطة تهويد الأقصى والقدس الشريفة، واستعرت ألسنتها في الآونة الأخيرة لتقضم المزيد والمزيد ليس من التراث الإسلامي فحسب بل والمسيحي أيضا في المدينة المقدسة، لتلتهم نيران التهويد ما لم تقوى عليه نيران اللهب.