مع قرب انتهاء الملء الثالث لسد النهضة..محاولات أمريكية للوصول إلى "حل دبلوماسي"

مشاركة
سد النهضة الإثيوبي سد النهضة الإثيوبي
الحياة واشنطن_تقارير 03:36 م، 25 يوليو 2022

تعكف الولايات المتحدة على صياغة حل دبلوماسي لنزاع سد النهضة الإثيوبي، بحسب المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر، الذي بدأ أمس الأحد جولة تشمل مصر والإمارات وإثيوبيا، وتستمر حتى الأول من أغسطس المقبل، الأمر الذي يعد تطورًا لافتًا في موقف إدارة الرئيس جو بايدن، التي كانت نأت بنفسها عن التدخل في القضية بشكل حاسم، منذ توليها السلطة مطلع العام الماضي، بعكس إدارة دونالد ترمب السابقة، التي كانت تولي الملف اهتمامًا كبيرًا.

فمنذ إعلان إثيوبيا عزمها على بناء "سد النهضة" على "النيل الأزرق"، قبل 11 عامًا، كان الدور الأميركي في القضية يتأرجح بين "المد والجذر" من محاولات دفع مصر وإثيوبيا إلى حل ودي، عبر لقاءات دبلوماسية تنشد تعاون كل الأطراف من دون تدخل مؤثر، إلى رعاية مباشرة للمفاوضات وصولاً إلى اتخاذ إجراءات عقابية باعتبار أنها تعد أكبر جهة داعمة للدولتين من حيث المساعدات العسكرية والاقتصادية.

وعادة ما تعول مصر على دور أميركي لإجبار إثيوبيا على توقيع اتفاق يمنع الإضرار بدولتي المصب (مصر والسودان)، ويحقق لإثيوبيا رغبتها.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، دعت القاهرة واشنطن رسميًا، في بيان لوزارة الخارجية، إلى لعب دور في حل النزاع، أعقبه استجابة أميركية مباشرة، بدعوة الأطراف الثلاثة، في نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى اجتماعات في واشنطن.

وتوالت سلسلة الاجتماعات وانتهت في منتصف يناير (كانون الثاني) 2020، بتوافق مبدئي على 6 بنود للحل، وتأجيل توقيع الاتفاق إلى نهاية فبراير (شباط)..لكن مع حلول الموعد الرسمي لتوقيع الاتفاق، تغيبت إثيوبيا عن اجتماع واشنطن، في حين وقعت مصر بالأحرف الأولى، وامتنع السودان..فيما اتهمت إثيوبيا أميركا "بالانحياز لصالح مصر" قررت بدء ملء خزان السد قبل التوصل إلى اتفاق.

الرد الأميركي كان مباشرًا وحاسمًا، بإعلان وزارة الخارجية في سبتمبر (أيلول) 2020، تعليق جزء من مساعداتها المالية يقدر بنحو 130 مليون دولار لإثيوبيا، أعقبه تحذير للرئيس الأميركي السابق ترمب، في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، يقول فيه إن "الوضع خطير جدًا"، وقد يصل إلى أن "تنسف" مصر السد. ما أثار غضب إثيوبيا، التي استدعت السفير الأميركي في أديس أبابا للاحتجاج على ما وصفته بأنه "تحريض على الحرب" مع مصر.

ومع انتهاء ولاية ترمب هدأت الأمور كثيرًا، بين أديس أبابا وواشنطن، حتى إن وزارة الخارجية الأميركية، أعلنت في فبراير (شباط) 2021، عزمها مراجعة سياستها بشأن سد النهضة لتسهيل حل النزاع، وعدم ربط التعليق المؤقت لبعض مساعدات إثيوبيا بالسياسة الأميركية بخصوص سد النهضة.

غير أنه ومع استمرار حالة الجمود في المفاوضات والتي دامت أشهر عدة، دعت واشنطن، مصر والسودان وإثيوبيا، في مايو 2021 لاستئناف المفاوضات على وجه السرعة، مع تعهد بتقديم "دعم سياسي وفني لتسهيل التوصل إلى نتيجة ناجحة"، كأول تحرك مباشر في عهد إدارة بايدن، لكن من دون نتيجة تذكر.

وتوقفت المفاوضات، الدائرة بشكل متقطع منذ عقد، بعد أن أخفقت آخر جولة عقدت مطلع أبريل (نيسان) 2020، في عاصمة الكونغو الديمقراطية في التوصل إلى أي حلول. ويرى مراقبون أن الموقف الأميركي بشكل عام يسعى إلى تجنب مواجهة عسكرية تقلب الأوضاع والتوازنات في منطقة القرن الأفريقي، وكذا الشرق الأوسط بما يهدد المصالح الأميركية فيهما.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، أكدت الولايات المتحدة دعمها لـ"أمن مصر المائي" ودعت إلى استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، تماشيًا مع البيان الرئاسي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 15 سبتمبر (أيلول) 2021، واتفاق "إعلان المبادئ لعام 2015".

جدير بالذكر أن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، نشر هذا الأسبوع صورا لعملية الملء الثالث لخزان سد النهضة الإثيوبي.

اقرأ ايضا: من هو الطباخ الشهير الذي أرسل أول سفينة مساعدات إلى غزة ؟

وعلق شراقي - عبر صفحته على فيسبوك - قائلاً: التخزين الثالث 2 مليار م3 عند منسوب 585 مترًا، حيث إنه بمقارنة صور الأقمار الصناعية ليوم السبت 23 يوليو 2022 مع مثيلاتها من استخدام النماذج الرياضية على البيانات الرقمية ثلاثية الأبعاد (DEM) يتضح أن منسوب بحيرة سد النهضة قد ارتفع إلى منسوب 585 مترًا فوق سطح البحر بعد مرور 12 يومًا من بدء التخزين الاثنين 11 يوليو الجاري، وتم خلالها تخزين حوالي 2 مليار متر مكعب.