قررت إثيوبيا اتخاذ خطوة تصعيدية جديدة في ملف سد النهضة الذي تبنيه، على نهر النيل، حيث أعلن مدير السد، كيفلي هورو، أن الملء الثالث لسد النهضة سيبدأ خلال شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين، مرجحاً تأثر حصة المياه في مصر والسودان.
ونفى هورو، وفقاً لتصريحاته لوسائل إعلام غربية، احتمال انهيار السد الذي تم الترويج له مؤخراً، مشيراً إلى أن تصريحات مصر والسودان بشأن خطورة وتأثيرات السد لا تعني إثيوبيا.
الإعلان الإثيوبي قابله إدنة من القاهرة والخرطوم اللتين وصفتا التصريحات بأنها غير مسؤولة، وشددتا على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم ومنصف بين الدول الثلاث.
وعمدت مصر خلال الفترة الماضية، إلى تكثيف تحركاتها على الساحة الأفريقية، في مختلف المجالات، بهدف حصار إثيوبيا وكسب تأييد الدول الأفريقية في قضية "سد النهضة".
وقام المسؤولون المصريون خلال الفترة الماضية بزيارات لدول أفريقية، لبحث التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وكان آخرها زيارة الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي المصري إلى الكونغو الديمقراطية.
وذكر بيان سابق للعقيد غريب عبد الحافظ المتحدث العسكري المصري فإن الفريق زكي وقع خلال زيارته للكونغو الديمقراطية بروتوكول تعاون بين البلدين فى مجالات الدفاع والتدريب والتأهيل ونقل الخبرات والإرتقاء بالقدرات العسكرية بين الجانبين، كما ناقش مع نظيره الكونغولي كاباندا باكورنجا عدد من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك فى المجالات العسكرية المختلفة، وأكدا أهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك وتعزيز أواصر التعاون والدعم فى مجالات التعاون العسكرى بما يحقق المصالح المشتركة لكلا الجانبين .
وسبق زيارة وزير الدفاع المصري إلى الكونغو زيارات لوفود عسكرية مصريين إلى كل من أوغندا وتنزانيا وتشاد والسودان ودول أخرى.
وفي الخرطوم، اعتبرت الخارجية السودانية، أن الإعلان الإثيوبي عن الملء الثالث يزيد من حدة توتر العلاقات بين البلدين وتمثل خرقاً للاتفاقات السابقة، مطالبة في بيان، المسؤولين الإثيوبيين بالكف عن مثل هذه التصريحات غير المنضبطة والالتزام بمبادئ الدبلوماسية عبر الحوار والتفاوض كخيار لحل الخلاف بين الدول الثلاث في شأن سد النهضة.
وقال البيان السوداني ، "لعل من المدهش عدم اكتراث المسؤول الإثيوبي للأضرار المحتملة على الجانب السوداني على الرغم من اعترافه باحتمال تأثر كل من السودان ومصر بعملية الملء الثالث ما يشير إلى أن إثيوبيا تريد المضي قدماً في مواقفها الأحادية السابقة".
اقرأ ايضا: "فيتو" أمريكي جديد ضد قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
وأكدت وزارة الخارجية السودانية على ضرورة الالتزام بالمواثيق والعهود وعملية التفاوض الجارية التي تحفظ حق الأطراف الثلاثة بغية الوصول لتسوية شاملة لأزمة سد النهضة تحقق المصالح المشتركة حتى لا تتحول نعمة السد إلى نقمة، جددت تأكيد حق إثيوبيا في التنمية.