ادانت دول ومنظمات عربية، عبر بيانات منفصلة، اقتحامات المستوطنين الإسرائيلي للمسجد الأقصى وتنظيم "مسيرة الأعلام" في القدس بحماية من القوات الإسرائيلية، محذرة من سياسات تهويد القدس ومساعي إسرائيل لتغيير وضعها القانوني والتاريخي، مطالبين بوقف الاقتحامات والانتتهاكات بحق المقدسات الإسلامية.
واقتحم المئات من المستوطنين، أمس الاحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية كاملة من القوات الإسرائيلية.
اقرأ ايضا: الجيش الإسرائيلي في ورطة بسبب دخول زعيمة حركة متطرفة لغزة دون علم القيادات
كما انطلقت "مسيرة الأعلام"، مساء أمس بتنظيم جماعات يهودية في مدينة القدس الشرقية، لإحياء ما يسمى يوم "توحيد القدس"، وهو ذكرى ضمّ إسرائيل للجزءَ الشرقي من المدينة، بعد احتلالها في حرب يونيو 1967
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، محذرة من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة.
وأكد السفير هيثم أبو الفول، الناطق الرسمي باسم الوزارة، أن اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية، التي تتم بحماية من الشرطة الإسرائيلية، تعد انتهاكا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي.
وشدد على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.
وطالب إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، مشددا على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.
من جهتها، أدانت دولة قطر اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى وقيام مستوطنين بإقامة صلوات تلمودية في باحته تحت حماية الشرطة الاسرائيلية، معتبرة اقتحام الأقصى انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وامتداداً لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد، واستفزازاً لمشاعر المسلمين في العالم.
وحذرت الخارجية القطرية من استمرار الانتهاكات الاستفزازية بحق المسجد الأقصى، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع إسرائيل، وتحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها.
وأضافت أن "استمرار الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية بحق المسجد الأقصى الشريف يكشف بوضوح رغبة الحكومة الإسرائيلة في توجيه الصراع إلى حرب دينية".
وجددت الخارجية القطرية تأكيدها على "موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية"
من ناحيته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، ضرورة وقف أي إجراءات أو ممارسات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها، وكذلك تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، مُحذرًا من مغبة ذلك على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
كما أعاد الوزير شكري التأكيد على أن مواصلة التوسع في النشاط الاستيطاني، سواء من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها وكذا مصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين، يقوض من فرص التوصل إلى حل الدولتين وأفق إقامة سلام شامل وعادل في المنطقة.
وأعربت جامعة الدول العربية، عن إدانتها الشديدة لقيام الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، في حماية أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية.
وأكدت الجامعة، في بيان لها، أن هذا التحرك يشكل انتهاكًا جديدًا للوضع القائم، كما يمثل استفزازًا كبيرًا للمشاعر العربية والإسلامية، ويمكن أن يترتب عليه إشعال الأوضاع في مدينة القدس ومناطق أخرى، بحسب "قنا".
وأضافت أن "اقتحام ساحة الأقصى في إطار ما يُعرف بمسيرة الأعلام عمل غير مسؤول يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق مكاسب داخلية على الساحة الإسرائيلية، ويُحقق أهداف اليمين المتطرف الساعية إلى إلغاء كل وجود فلسطيني في القدس الشرقية، والتضييق على رواد الحرم القدسي لأهداف صارت معلومة للجميع".
وناشدت القوى المؤثرة عالميًّا والمجتمع الدولي عموماً، الضغط على إسرائيل، لوقف هذه الاستفزازات التي تؤجج المشاعر الدينية، وتزيد الاحتقان، وتغذي دائرة العنف في الأراضي الفلسطينية، والتي من شأنها دفع الجميع إلى أتون مواجهات دينية لن يحمد عقباها.
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الاثنين، إقدام آلاف المستوطنين المتطرفين على اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتأدية شعائر وطقوس تلمودية فيه بدعم وحماية من القوات الإسرائيلية، وتنظيمهم ما يسمى "مسيرة الأعلام" العنصرية والاستفزازية في مدينة القدس والاعتداء الهمجي على المواطنين الفلسطينيين.
وقال الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، في تصريح صحفي، نقلته وسائل إعلام فلسطينية: إن "تنظيم مسيرة الاعلام بالقدس واقتحام آلاف المستوطنين للمسجد الأقصى، تصعيد خطير يشكل تحدياً سافراً لمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء، وانتهاكاً صارخاً للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة".
وحمّل طه، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات المحتملة لهذه الاعتداءات المتواصلة، داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى التحرك من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة.
واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي نايف فلاح مبارك الحجرف، بشدة سماح إسرائيل للمستوطنين المتطرفين وأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس الشرقية.
وذكر الحجرف في بيان صحفي نقلته وسائل إعلام خليجية:" إن اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك بحماية كاملة من قبل السلطات الإسرائيلية يعتبر انتهاكاً صارخا لقواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف في هذا الشأن".
ودعا الحجرف إسرائيل إلى احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ووقف كل الإجراءات الغير شرعية، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للحفاظ على سلامة المسجد الأقصى والمصلين، وضرورة تقيد إسرائيل بالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني.