السيسي يضع اصبعه على الجرح والتتمة هي في التعليم الازهري

مشاركة
08:35 م، 29 مايو 2022

دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مواجهة الإرهاب ليست جديدة، وهو جاء به الشعب المصري بناء على مشروع وطني شامل لمواجهة الإرهاب..

الإرهاب في العالم كله خصوصاً الاسلامي هو فكر وفعل، ومصر الدولة تواجه الفعل بما يستحقه، وقد فوض الشعب المصري قائده السيسي بأن يتخذ القرارات التي تحتاجها الدولة المصرية ومنها الجيش والاجهزة الامنية والاعلامية.. لمواجهة هذا الإرهاب وخاضت الدولة المصرية معارك شرف دفاعاً عن المجتمع المصري وأمنه واستقراره ودفاعاً عن الدين الصحيح

هذا في الفعل..

يبقى في الفكر وهو السلاح الأخطر في ايدي الإرعاب وهو موجود في المؤسسة الدينية الرسمية في مصر..

وفي حين تجفف المؤسسة العسكرية والامنية في مصر منابع الإرعاب الفعلي في الميدان وتقدم الابطال على مذبح امن المصريين ووطنهم فإن الاخطر وهو منابع الفكر الإرهابي يتجاوز قدرتها لأن أصله وفصله هو في دراسات وثقافات ودروس وكتب الازهر وكل المعاهد الاهلية والرسمية الاخرى وهي أصل التراث الاسلامي الذي يعشعش في كل العقول.

الرئيس السيسي وباكراً دعا الى تنقية هذا التراث رسمياً وعلناً وطلب ذلك من شيخ الجامع الازهر د. أحمد الطيب ولكن لا حياة لمن تنادي إلى أن أعلن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان فتح معركة ضد الغث من هذا التراث وهو اكثر من 90% منه فإنبرى شيخ الأزهر لتأييد دعوة الامير السعودي بما أثار ومازال يثير الدهشة والاستغراب (ونحن نؤيد دعوة الامير السعودي الاصلاحية من دون تردد)

فكيف يا دكتور طيب تتجاهل بل وتعاند دعوة الرئيس السيسي في الاصلاح الديني ثم تؤيد دعوة الامير محمد بن سليمان؟

وعلى الرغم من قناعتنا بأن الاصلاح الديني يحتاج اصلاحيين يصعب ان تجدهم في المؤسسات الدينية الاسلامية المنتشرة في طول العالم الاسلامي وعرضه والتي تشربت هذا الغث والخروج عن النص القرآني الى بدع واضاليل وهي الذي تدرسه وتخرج للناس سنوياً آلاف العمائم التي تدرس وتخطب في الاضاليل والخروج عن القرآن فإننا على يقين بأنه إذا انطلق الاصلاح من الازهر فإن عصراً جديداً سيعيشه المسلمون على وجه البسيطة بالعودة الى القرآن الكريم وهو رسالة الله التي لا يأتيها الباطل من اي مكان وفي اي زمان..

ونحن ننتظر مرور مدة السنتين التي وعد بها الامير السعودي لتنتهي اللجنة التي شكلها لتنقية التراث وخصوصاً الأحاديث المنسوبة إلى الرسول العربي.. لنحكم على عملها وعلى الرغم من ان الخطوة الثورية هذه كانت تحتاج الى مستنيرين عرباً اسلاميين، ونحن لا نعرف أي أمر عن أسماء اعضاء اللجنة المكلفة هذه فآننا نعتبر ان الامير ابن سلمان قد أقدم على مبادرة ستكون نتائجها لخير المسلمين والبشرية كلها..

وهذا ما قصده الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يلمس بقوة مكامن الارعاب فعلياً عسى ان ينجح في المواجهة الفكرية والثقافية مع جماعات الارهاب وفي تجفيف منابعها في الازهر اولاً وتلك هي المعركة الكبرى.

*المصدر: الشراع

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "دار الحيـــاة"