دعا الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق إلى معاقبة إسرائيل، بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية، أسوة بالعقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
وفي تصريحات إعلامية حول ما إذا كان يجب فرض عقوبات على إسرائيل أسوة بالعقوبات التي فرضت على موسكو بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، قال الفيصل "بالطبع ، فأنا لا أرى الفرق بين الاثنين".
وبحسب الفيصل فإن "العدوان يظل عدوانا سواء ارتكبته روسيا أو إسرائيل".
ورفض المسؤول السعودي السابق نظرية أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يمكن أن يكون سياسة أكثر إنتاجية، قائلا: "لم أر أي دليل على ذلك، فالشعب الفلسطيني لا يزال محتلا، وتحصل الاعتداءات عليه بشكل شبه يومي".
وأضاف "كما تتواصل سرقة الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل، على الرغم من التأكيدات التي قدمتها إسرائيل للأطراف الموقعة على اتفاق السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل".
من جهة أخرى، قال الأمير تركي الفيصل، إن السعوديين يشعرون بأن الولايات المتحدة خذلتهم، ويعتقدون أنه كان عليها أن تواجه مع السعودية التهديدات لمنطقة الخليج.
وأضاف أن "السعوديين يشعرون بالإحباط في الوقت الذي يعتقدون فيه أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يجب أن تواجها معا التهديدات لاستقرار وأمن منطقة الخليج".
وأوضح أن هذه التهديدات هي نفوذ إيران في اليمن واستخدامها للحوثيين كأداة ليس فقط لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية، ولكن أيضا للتأثير على أمن واستقرار الممرات البحرية الدولية على طول البحر الأحمر والخليج والعربي.
واعتبر أن إزالة الرئيس الأمريكي جو بايدن للحوثيين من قائمة الإرهاب شجعتهم وجعلتهم أكثر عدوانية في هجماتهم على المملكة العربية السعودية، وكذلك على الإمارات، ملمحا بذلك إلى قيام الإدارة الأمريكية الجديدة في 12 فبراير 2021 بإلغاء تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية.
وعلق رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق على علاقة البلدين قائلا "لطالما اعتبرنا علاقتنا مع الولايات المتحدة استراتيجية والرئيس بايدن قال في حملته الانتخابية، إنه سيجعل المملكة العربية السعودية منبوذة. وبالطبع، استمر في ممارسة ما بشر به عبر وقف العمليات المشتركة التي قامت بها أمريكا مع المملكة لمواجهة تحدي تمرد الحوثي في اليمن ضد الشعب اليمني. وثانيا الإعلان علنا أنه لن يجتمع مع ولي العهد السعودي".
وأشار إلى أن السعودية كانت طوال الوقت تدعو إلى حل سلمي للصراع اليمني، وقال "لكن للأسف لم يستجب الحوثيون دائما لتلك الدعوة، أو تجاهلوها، أو عارضوها ببساطة، والحوثيون اليوم يواصلون التعدي على وقف إطلاق النار المعلن".
وعن الاتهامات للسعودية بالتخلي عن واشنطن في أزمة النفط الحالية، قال تركي الفيصل إن "واشنطن نفسها هي السبب بما تمر به بسبب سياستها في مجال الطاقة.. لقد قلص بايدن إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة عندما كانت، في السنوات القليلة الماضية، أكبر منتج لهما".
وقال "إن الرياض لا تريد أن تكون أداة أو سببا لعدم الاستقرار في أسعار النفط، ولهذا السبب فإن المملكة وأعضاء أوبك الآخرين ملتزمون بحصص الإنتاج التي حددوها لأنفسهم".
ورفض الفيصل اتهام السعودية بالانحياز إلى جانب موسكو في الحرب على أوكرانيا قائلا إن "المملكة أعلنت وصوتت لإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن السعودية عرضت الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف "السعودية بصفتها وسيطا، يتعين عليها الحفاظ على الارتباط والقدرة على التحدث مع الطرفين، ونحن كانت لدينا علاقات جيدة مع كلا البلدين على مر السنين".
وشدد على أن الرياض ضد العملية العسكرية، وساهمت في الصندوق الذي أنشأته الأمم المتحدة لتقديم الدعم للاجئين الأوكرانيين في أوروبا.
والأمير تركي الفيصل هو نجل العاهل السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وشغل منصب رئيس الاستخبارات العامة السعودية بمرتبة وزير بين عامي 1977–2001، ثم عُين سفيرا لبلاده في بريطانيا حتى عام 2005، ثم عين سفيراً للسعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2007.