كشفت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سحب جواز السفر الدبلوماسي من القيادي الفتحاوي السابق ناصر القدوة، والذي شغل منصب سفير فلسطين في الأمم المتحدة لعشرين عاماً، وبعدها وزير خارجيتها عدة سنوات، في أول تجليات القانون الدبلوماسي المعدل، الذي صدر في السادس من الشهر الحالي.
وأصدر الرئيس عباس قراره بسحب الجواز الدبلوماسي للقدوة، وتم إصدار جواز سفر عادي ووضع عليه، "طبيب أسنان" في خانة المهنة، مع احتمال أنه لم يتم إدراج الجواز الأخير في أجهزة الكمبيوتر على المعابر ليصبح نافذًا، ما أدى إلى تخوّف القدوة من "عدم استطاعته دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وقال القدوة: اتخذ الرئيس أبو مازن قرارًا بعدم تجديد جواز سفري الدبلوماسي، بالرغم من أن النظام واضح جدًا، ولا يمكن إلغاء جوازي بأثر رجعي، لأنني شغلت منصب سفير في الأمم المتحدة لمدة 20 عامًا، وكنت وزير خارجية أسبق، وأنا من الذين شاركوا في وضع نظام جواز السفر الدبلوماسي في حينه".
وتابع: "منذ شهرين تم رفض تجديد جواز سفري الدبلوماسي، وذلك عندما حاولت أن أجدد الجواز قبل انتهاء مدته"، مضيفًا "تمت إجابتي أنه لن يتم تجديد جواز السفر الدبلوماسي، وسيتم إصدار جواز سفر عادي، فرحبت بالفكرة، لكنني فوجئت بأنه تم تغيير بياناتي في جواز السفر، حيث تم وضع مكان المهنة طبيب أسنان".
وقال في هذا السياق: "صحيح أنني تخرجت من كلية طلب الأسنان عام 1979، لكنني لم أعمل بهذه المهنة إطلاقًا، ووضعها على جواز سفري يتطلب عضوية في نقابة طب الأسنان، هذا وضع غريب وساخر بذات الوقت".
وأشار "أنا غير متأكد الآن، أن جواز سفري الفلسطيني تم وضعه على الكمبيوتر على المعابر والحدود لأتمكن من الدخول إلى البلد".
وبالنسبة للجوء إلى القانون لاسترجاع جواز السفر الدبلوماسي قال القدوة: "هناك أمران: الأول كان متاحًا لي الذهاب إلى المحكمة عندما تصرفت الجهات المتحكمة في البلد بشكل غير قانوني ضد مؤسسة ياسر عرفات، لكن ليس هناك فرصة للذهاب للقضاء ضد الجهات المتحكمة في البلد، وأن ينتصر القضاء لصاحب الحق ورافع الشكوى، الذهاب إلى القضاء غير مجدٍ في ظل ما يجري من تدمير للقضاء والقانون والقيم".
وتابع: "أما الأمر الثاني فأنا لا أرى أن الحصول على جواز سفر فلسطيني عادي فيه أي مشكلة، لكن تغيير البيانات فيه بالنسبة للوظيفة، والاحتمال الكبير بأنه لم يتم تثبيت الجواز الجديد على الكمبيوتر، لعرقلة دخولي البلد".
وفي سؤال إن كان القدوة يملك جوازًا أجنبيًا قال: "نعم لدي جواز سفر فرنسي بحكم زواجي من مواطنة فرنسية منذ نحو25 عامًا، وأنا لا أستخدمه إلا لدخول فرنسا، ولم يحدث ولن يحدث أن قمت باستخدامه للسفر لأي مكان آخر، لأن هذا من ضمن القواعد التي وضعتها لنفسي، ولن أدخل بلدي إلا بجواز سفري الفلسطيني لأن هذا حقي".
وكانت اللجنة المركزية لحركة (فتح) قد قررت في 21 مارس/ آذار من العام الماضي، فصل ناصر القدوة من عضويتها ومن الحركة، بناءًا على قرارها الصادر عن جلستها بتاريخ 8-3-2021، والذي نص على فصله، على أن يعطى 48 ساعة للتراجع عن مواقفه المعلنة المتجاوزة لنظام الحركة الداخلي وقراراتها والمس بوحدتها.