قال رامي شعث الناشط السياسي المطلق سراحه من مصر مؤخرًا إن معارضته لخطوات تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية كانت "القشة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة للسلطات المصرية والتي دفعتها لاعتقاله.
وأضاف شعث - في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية - : "شخصيًا لم أتعرض للتعذيب، لكن عصبت عيناي وقيدت يداي وربطت إلى حائط على مدى ثلاثة أيام. هذا تعذيب في نظري. أما في نظر السلطات المصرية فهذه معاملة كبار النزلاء أو الأشخاص المهمين".
وأشار إلى أن واحدًا من الأمور التي صدمته هو وصول عدد كبير من الأشخاص، بنشاط سياسي شبه معدوم، إلى المعتقل أو بدون نشاط على الإطلاق، وإن بعض الذين تحدث إليهم أجبروا على إعطاء أسماء أشخاص آخرين لاعتقالهم، على أسس واهية.
وأضاف أن الوضع لم يكن بمثل هذا السوء في زمن الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011 شارك فيها شعث.
وقال "لم نشعر بهذا المستوى من الخوف والاعتقال التعسفي والتعذيب، والتجريد من الحقوق القانونية لهذه الدرجة، حيث كانت هناك محاولة للحفاظ على مستوى معين من استقلال القضاء. رأيت العديد من العائلات التي وضعت في السجن انتقامًا ممن تحب. هذه تكتيكات عصابات لا دولة".
وذكر شعث، حالة اعتقال أب لأكثر من سنتين لأن ابنه البالغ من العمر تسع سنوات غنى أغنية في مدرسته لم يكن يعلم أنها تعتبر مناهضة للنظام.
وتابع شعث : "في الكثير من الحالات حين يتعرض السجناء للتعذيب فإنهم يخشون ذكر أسماء أصدقائهم المهتمين بالسياسة، بل يذكرون أي أسماء لأشخاص لا علاقة لهم بالسياسة، حتى إذا دققت السلطات الأمنية أوضاعهم لم تجد ما يدينهم، مع أنهم يمكن أن يعتقلوا في هذه الحالة أيضًا".
وأكد شعث أن للغرب تأثيرًا قويًا على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الحليف المقرب، وبإمكانه ممارسة تأثير عليه.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أطلق مبادرة قرب نهاية العام الماضي أطلق عليها اسم "المبادرة الوطنية لحقوق الإنسان"، وهي خطة تدوم خمسة سنوات لتعزيز احترام وحماية حقوق الإنسان، وكذلك رفع حالة الطوارئ المفروضة منذ عام 2017.
ويقول مؤيدو السيسي إن الإجراءات الأمنية ضرورية من أجل السيطرة على الأوضاع التي سادتها القلاقل بعد الإطاحة بنظام مبارك.