الكاهن ملح الأرض ونور الناس

مشاركة
* اديب جودة الحسيني 11:47 م، 28 يناير 2022

أدين بأشد العبارات ما تعرض له نيافة الارشمندريت ( يوستينوس ) الرئيس الروحي لكنيسة بئر يعقوب الارثوذكسية الواقعه على بعد ٧٦ متراً من تل مخيم بلاطه في الجزء الشرقي من مدينة نابلس ( جبل النار ) من اعتداء جسدي من قبل مجهولين ، حيث خلف هذا الاعتداء الاثم اصابة الاب يوستينوس بجراح متوسطة  نتمنى له الشفاء العاجل سريعاً . 

يأتي هذا الاعتداء على كنيسة بئر يعقوب وعلى رهبان هذا الدير بعد سلسلة من الاعتداءات المشابهه، يذكر بأن الاعتداءات السابقة نجحت اجهزة الآمن الفلسطينية في الوصول للجناة حيث تم تقديمهم للمحاكمة، نتمنى ان يتم القاء القبض على معتدو حدث اليوم وان يلقوا مصير اسلافهم في الاعتداءات السابقة.

من المؤسف والمغضب ان نرى انفسنا منشغلين بشجب واستنكار مثل هذه الاعمال الاجرامية والتي تكررت كثيراً في السنوات الاخيرة ضد مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، اننا نطالب جميع المسؤولين وجميع المؤسسات الحكومية بالعمل على معاقبة المعتدين ووضع حد لهذه الاعتداءات المتكرره من قبل مجموعات خارجه عن القانون وعن الصف الوطني.

ان هذا السلوك المشين من ترويع لرجال الدين المسالمين ومحاولة الاضرار بالاماكن المقدسة يفترض ان يحميه القانون بإعتباره ملكاً للانسانية وجزء من تراثها حيث يستلزم تضافر الجهود لحماية الاماكن المقدسة والمسؤولين عليها وروادها.

اعلن تضامني مع نيافة الارشمندريت يوستينوس وادعو الله له بالشفاء العاجل لاكمال مسيرته المباركة في خدمة كنيسة بئر يعقوب والذي سيبقى بعون الله وبعون اسود وشرفاء مدينة "جبل النار "قلعة روحية صامدة ومنارة للاخوة والمحبة والسلام.

اننا نعتبر الاعتداء على كنيسة بئر يعقوب عامة وعلى نيافة الاب يوستينوس خاصة لهو اعتداء على كل الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين، لذلك علينا العمل معاً يد بيد لمنع تكرار هذه الاعتداءات الاثمة على مساجدنا وكنائسنا وجميع مقدساتنا والتي اصبحت اهداف للمعتدين الاثمين.

نبذة عن حياة نيافة الرئيس الروحي لكنيسة بئر يعقوب الارشمندريت ( يوستينوس ) :

الأب يوستينوس هو حارس الكنيسة الأمين هذا المجاهد الحي والذي افنى حياته في خدمة كنيسة بئر يعقوب الاثرية حيث جعل منه تحفة فنية ،   خدم  الاب يوستينوس سابقاً في كنيسة المهد في بيت لحم وبعدها في بيت جالا ثم في طبريا، قد جاء لمدينة نابلس في عام ١٩٨٢ (بعد استشهاد الاب فيلومينوس على يد المستوطنين )، قد وضع هدف استكمال بناء كنيسة بئر يعقوب نصب عينيه مباشرة بعد أن تم تعيينه في نابلس، إلا أن أول عقبة واجهته كانت أنه لم يكن من المسموح البناء فوق الكنيسة في ذلك الوقت حيث كانت مدينة نابلس تحت الاحتلال ، ولكن بعد أن ذيع صيتُه بأنه يزود سكان المخيم المجاور بالطحين في فترة منع التجول خلال الانتفاضة، قرر الرئيس الراحل ياسر عرفات منحه وسامًا، إلا أن الأب يوستينوس لم يُرِد هذا النوع من التكريم حيث قال كلمته المشهوره  :

“أنا رَجُلُ دين، ولستُ رَجُلَ سياسة” على حد تعبيره، لكن الرئيس أصر على منحه الوسام تقديراً لأعماله الانسانية والتي يعرفها الجميع.

* أمين مفتاح كنيسة القيامة

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "دار الحيــــــاة"