قال الناشط السياسي المصري الفلسطيني رامي شعث إن مصر "جمهورية قائمة على الخوف" في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف شعث - في حوار نشرته أمس الأربعاء صحيفة "لوموند" الفرنسية لدى وصوله إلى باريس في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري بعد أكثر من 900 يوم في السجن - أنه كان محتجزًا مع 1800 سجين "لم يتم القبض على أي منهم لارتكاب جرائم عنيفة، بل كلهم هناك على خلفية قضايا رأي".
وتابع: "كان السجناء في الأيام الأولى منقسمين بين نشطاء ثوريين ونشطاء في المنظمات غير الحكومية وأناس عاديين ليس لديهم أي انتماء سياسي معين ومتعاطفين مع الإسلاميين، فإن طبيعة السجناء بدأت تتغير منذ عام 2020..الأشخاص الذين ليس لديهم ماض سياسي، والمعتقلون بشكل تعسفي تمامًا، أصبحوا الأغلبية".
وأشار إلى طبيب جراح تم اعتقاله لأن أحد أبنائه كان يدندن بأغنية في المدرسة تشمل لقبًا أطلقته المعارضة على الرئيس السيسي، وسائق تاكسي مسجون لمدة عام ونصف العام بتهمة "التذمر من ارتفاع أسعار المحروقات".
وأوضح أنه اتهم بالانخراط في منظمة إرهابية من دون أن يتم تحديد المنظمة، مؤكدًا أنه سُجن بسبب نضاله السياسي، وأنه عاش لمدة عامين ونصف العام في غرفة مزدحمة تبلغ مساحتها 23 مترًا مربعًا بجدران متداعية وبطانية بسيطة للنوم وثقب في الأرض كمرحاض ومكان استحمام بالماء البارد، لكنه لم يتعرض للتعذيب البدني.
وأضاف أن فرنسا لعبت دورًا رئيسيًا في إطلاق سراحه، لكن يمكنها ويجب عليها أن تفعل أكثر من تسليم قوائم شخصيات مسجونة إلى السلطات المصرية.
وتابع : "هناك آلاف المعتقلين الآخرين الأقل شهرة..لكنهم يستحقون بالقدر نفسه الخروج من السجن، بغض النظر عن ميولهم السياسية".
يشار إلى أن رامي نجل الوزير السابق والمفاوض الفلسطيني الشهير نبيل شعث اعتقل بين يوليو/تموز 2019 ويناير/كانون الثاني 2022، وأُجبر بحسب أسرته على التنازل عن جنسيته المصرية للإفراج عنه.
ورامي شعث هو أحد وجوه ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك بعد 3 عقود في السلطة، كما أنه المنسق في مصر لحركة المقاطعة "بي دي إس" (BDS) التي تدعو إلى سحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
اقرأ ايضا: إسرائيل تساوم فرنسا على حصانة نتنياهو مقابل دورها في وقف إطلاق النار