شهدت منطقة الخليج العربي خلال الأيام الأخيرة حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا مكثفًا، في مسعى عربي موحد لمعالجة أزمات الشرق الأوسط، في مقدمتها ملف إيران النووي والقلق الخليجي بشأن سياسات طهران، بالإضافة إلى ذلك زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة قطر.
ويأتي هذا الحراك على وقع مساع إقليمية ودولية دبلوماسية، تزامنت مع تطورات سياسية بشأن فشل الجولة السابعة من محادثات فيينا النووية، وقرب انعقاد قمة الخليج العربي التي ستبحث نتائج حاسمة في العديد من الملفات من بينها الملف السوري.
** زيارة أردوغان وابن سلمان إلى قطر
وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أكد الأخير أن زيارته من أجل المشاركة في الاجتماع السابع للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين تلبية لدعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مشددًا على متانة العلاقات مع كافة دول الخليج مبديًا ارتياحه ودعمه لـ "ازالة سوء الفهم" بين الدول الشقيقة وأضاف: "نؤيد استمرار روابطنا وتضامننا مع جميع دول الخليج من خلال تقوية العلاقات بينهم مستقبلًا".
وأشار أردوغان إلى أن حجم المشاريع التي ينفذها رجال الأعمال الأتراك في دولة قطر يبلغ نحو 15 مليار دولار، لافتًا إلى أنه يعتزم زيارة قيادة القوات التركية القطرية المشتركة.
الرئيس أردوغان: "العلاقات التركية القطرية تتعزز يوما بعد يوم من خلال منظور استراتيجي يتماشى مع تاريخ وصداقة وإمكانيات البلدين"https://t.co/XKXUoUsNy3 pic.twitter.com/cFDAAFSJOg
— الرئاسة التركية (@tcbestepe_ar) December 6, 2021
وتأتي زيارة ولي العهد السعودي إلى الدوحة في إطار جولة خليجية الهدف منها التنسيق لقمة الرياض الخليجية المقرر عقدها منتصف شهر ديسمبر الجاري، والتي ستركز على نتائج مفاوضات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية في العاصمة النمساوية فيينا، واستمرار استفزازات إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وأشارت المصادر إلى أن "قمة الرياض ستجدد التأكيد على ضرورة أن تشمل أي عملية تفاوضية مع إيران على معالجة سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة وبرنامجها النووي". كما ستتناول القمة أيضًا "الوضع على الساحات اليمنية والعراقية والسورية والليبية وتطورات القضية الفلسطينية"، حسب المصادر.
المقداد وطحنون في طهران
وفي سياق الحراك السياسي في المنطقة، استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الإثنين، في العاصمة طهران، وفدًا برئاسة مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، حيث جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكشف المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، عن أن زيارة طحنون إلى إيران تأتي في سياق ما وصفه بـ "إدارة الرؤى المتباينة" على الرغم من أن مصادر كشفت بأن قمة الخليج القادمة ستشدد على إماراتية الجزر المحتلة وضرورة الانسحاب منها الأمر الذي ترفضه طهران.
تأتي زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى طهران استمراراً لجهود الامارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية، تسعى الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة pic.twitter.com/kVkaftSGBW
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 6, 2021
المقداد في طهران
وفي ذات السياق، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اليوم الاثنين، إلى العاصمة طهران حاملًا رسالة من الرئيس بشار الأسد إلى القيادة الإيرانية، معتبرًا أن "العلاقات الإيرانية السورية تصب في مصالح المنطقة وتخدم تعزيز الأمن والاستقرار فيها مع نبذ التدخلات الخارجية"، فيما أكد نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن "طهران لا تقبل بالحضور الأجنبي في سوريا وتعتبره مزعزعًا لاستقرار المنطقة".