أحيى الفلسطينيون اليوم العالمي للتضامن معهم، على واقع الاحتلال الإسرائيلي المرير الذي يتوسع استيطانيًا يومًا بعد يوم، ويحتل أرضهم، ويمارس أعمال العنف والقتل بحقهم ترقى إلى مستوى "جرائم الحرب"، وسط غياب للعدالة الدولية، وفشل المجتمع الدولي في إجبار الاحتلال على الالتزام بالقوانين والشرائع الدولية.
ويصادف يوم 29 نوفمبر من كل عام "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، وهي مناسبة تبنتها الأمم المتحدة، تنظم فعالياتها في هذا اليوم بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، كذلك في مكاتبها في جنيف وفيينا، وذلك وفقًا لقرار الجمعية العامة في ديسمبر من العام 1977.
فعاليات..
الأمم المتحدة: _
بهذه المناسبة عقدت الجمعة العامة للأمم المتحدة، مساء الإثنين، جلسة خاصة، حيث أكد رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف شيخ نيانج، في كلمته، أن الشعب الفلسطيني لا زال يعاني من العنف وتجريده من ممتلكاته وانعدام الأمن بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل عمليات الهدم والتهجير القسري.
كما نظم فلسطينيو الشتات حول العالم ندوات ولقاءات للتأكيد على ضرورة التمسك بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967.
وأكد "مركز العودة الفلسطيني"، أن الوقت قد حان لدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها عام 1948، وتعويضهم وفق القرار الأممي 194.
ودعا المركز في بيان- أصدره اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المجتمع الدولي إلى وجوب أن لا يقصر فعالياته السنوية للتضامن على خطابات وشعارات روتينية ومكررة، بل يجب العمل على ترجمة هذا التضامن إلى خطوات عملية وملموسة والضغط على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، لتعزيز أوضاع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وفي ختام البيان، أعلن المركز استعداده لإطلاق فعاليات أسبوع العودة السنوي الثاني، في الفترة ما بين 2 إلى 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، والذي يركز على بيان عدالة القضية الفلسطينية من خلال استضافة متحدثين بارزين وشخصيات مؤثرة من حول العالم عبر مداخلات ترتكز على التعبئة من أجل التوعية بحق العودة لأكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين داخل وخارج الوطن.
جامعة الدول العربية
نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المُحتلة) الفعالية السنوية بمناسبة "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" تحت شعار " الاحتيال سياسة الاحتلال ".
وتضمنت الفعالية إلقاء كلمات سياسية تضامنية من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ألقاها مساعده رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو على ، ومنسق الأمم المتحدة المقيم لدي مصر إيلينا بانوفا ، ومندوب مصر لدي الجامعة العربية السفير محمد أبو الخير، وسفير فلسطين المناوب لدى مندوبية فلسطين بالجامعة العربية مهند العكلوك.
وعرض في هذه المناسبة فيلم قصير، ثم افتتاح معرض لوحات جدارية يعرض بالوثائق أساليب الاحتلال الاحتيالية لنهب ومُصادرة الأراضي الفلسطينية.
كما شارك في الفعالية إلى جانب المندوبين الدائمين وأعضاء المندوبات لدى جامعة الدول العربية، لفيف من سفراء الدول الشقيقة والصديقة لفلسطين المُعتمدين لدى جمهورية مصر العربية كذلك مُمثلو المنظمات العربية والدولية وحشد من الشخصيات العامة المدعوّة.
سفارة فلسطين لدى سوريا
أحيت السفارة مناسبة "اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين"، بمشاركة نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري، الذي أكد في كلمة له، على موقف بلاده الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد الجعفري أيضًا دعم بلاده لحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 باعتباره "حقاً لا يسقط بالتقادم"، وذلك استنادًا لقدسية الحقوق الفلسطينية المشروعة والقانون الدولي وجميع المواثيق الدولية ذات الصلة.
بدوره قال السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي،: إن إحياء مناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني "هو اعتراف ضمني بالظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى اليوم"، مشيرًا إلى الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلةـ وإجراءاتها لتهويد مدينة القدس وإجبار المواطنين على ترك منازلهم، بهدف توسيع المستوطنات، داعيًا "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وفق قرارات الأمم المتحدة".
جنوب إفريقيا
أقامت منظمة "التحالف من أجل فلسطين" في منطقة لينيزيا المجاورة لمدينة جوهانسبيرغ في جنوب إفريقيا، الفعالية السنوية الثانية عشرة بعنوان "امش من أجل الحرية"، بمشاركة سفيرة دولة فلسطين حنان جرار، وحشد جماهيري من المؤيدين للحق الفلسطيني.
وأعربت السفيرة جرار، في كلمتها، عن تقدير الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية لما تقوم به جنوب إفريقيا، حكومة وشعبًا، في مجال التضامن، مؤكدة أهمية التضامن الدولي والدور المطلوب من العالم لمساندة نضال شعبنا العادل، هذا وقد جرى إحياء هذه المناسبة أيضا في عدة مدن بجنوب إفريقيا، خاصة كيب تاون وديربان.
من جهتها، أكدت رئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد، على موقف بلادها الداعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
وجددت شيخة حسينة في بيان- صدر عنها، لمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، "تضامن بلادها الذي يتزعزع مع الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل حقوقه غير القابلة للتصرف".
وقالت في البيان: "إن نضالنا من أجل الاستقلال عام 1971 يدفعنا باستمرار للوقوف ضد الظلم والاستبداد اللذين يعاني منهما الشعب الفلسطيني"، وكما أدانت بشدة الأعمال غير القانونية والعدائية ضد جميع الفلسطينيين، بما في ذلك العدوان الذي شنته مؤخرا في الأراضي الفلسطينية، داعية إلى الوقف الفوري للعدوان المستمر، ووقف بناء المستوطنات "غير الشرعية"، وهدم منازل المواطنين، كما حثت المجتمع الدولي على العمل في انسجام تام لإيجاد حل عادل وسلمي ودائم للشعب الفلسطيني.
يشار إلى أن فلسطين انضمت إلى الأمم المتحدة بصفة "دولة مراقبة غير عضو" في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وفي 30 أيلول/سبتمبر 2015، رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم.