تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعمال التجريف في المقبرة اليٌوسٍفَيةٌ في القدس المحتلة، التي تٌعد أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في القدس، والمجاورة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية والملاصقة لأسوار البلدة القديمة وباب الأسباط، أهم مداخل البلدة القديمة، فضلاً عن أنها تضم قبورًا لشهداء فلسطينيين وجنود أردنيين وعرب استشهدوا دفاعًا عن القدس.
وقال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن سلطات الاحتلال تستهدف المقبرة اليوسفية كما تستهدف مقابر أٌخرى، لأنّها تٌعد مقابر قديمة ومحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أبو دياب - في تصريح، اليوم - : أنّ المقابر القديمة هي شاهد على وجود حضارة عربية إسلامية، لذلك الاحتلال لا يُريد أي دلائل على حقيقة أننا فلسطينيون ولنا القدس.
وأشار إلى أنّ المنطقة التي بدأت سلطات الاحتلال بتجريفها هي مدخل مقابر توجد في الجانب الشرقي للبلدة القديمة وملازقة للسور الشرقي، وتُريد أنّ تضع مكانها حزام بالحدائق التوارتية وقد بدأ ذلك بالفعل.
وأوضح أنّ هذه المنطقة تُريد سلطات الاحتلال تغيير طابعها، والمعيق أمامهم هي هذه القبور القديمة، ولا يمكن للاحتلال أن يُكمل مشروعه إلا بإزالة هذه المقابر.
وشدد أبو دياب، على أنّ هناك خطوات يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في المقابر القديمة للفلسطينيين لإكمال مشروعه التوراتي حول المسجد الأقصى.
اقرأ ايضا: شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منازل في غزة وجباليا ورفح
وأشار إلى أنّ هذه الخطوات تبدأ بنبش ومسح القبور وتغيير المنطقة لحديقة لتمسح بعدها معالم ما كان، وتنساها الذاكرة البشرية، وبعدها بسهولة يستطيع الاحتلال تحويل هذه الحدائق من عامة إلى توراتية.
وذكر أن سلطات الاحتلال في مقبرة الرحمة بالمنطقة الجنوبية الملاصقة للأقصى، منعت المسلمين من الدفن فيها حتى حوالي 100 متر، مشيرًا إلى أنّ نتيجة صمود وثبات المواطنين هناك توقف النبش والتهويد.
ولفت إلى أنّ سلطات الاحتلال تستهدف محيط الأقصى وتُهيئ المنطقة أيضًا لمشاريع تهويدية وبنية تحتية للقطار الهوائي المعروف، الذي سيمر بمحاذاة هذه المنطقة.
وأكّد أبو دياب، أنّ سلطات الاحتلال تُريد تغيير الواقع وفرض واقع جديد بهذه المنطقة، ويبدأ بذلك من خلال مسح الشواهد والمعالم لهذه المنطقة وهو بدأ الآن بمسح ما يقدر عليه الآن، مستدركًا: "لكنه لا يستطيع الآن بهدم سور البلدة القديمة والمسجد الأقصى رغم نية الاحتلال وأطماعه لذلك بسبب الظروف".
وأضاف أنّ سلطات الاحتلال تعمل على حزام يحيط بالأقصى من مشاريعه التهويدية أو على الأقل حدائق عامة تطمس ما يوجد تحتها ويدلل على الهوية الحقيقية، ثم ستكون من السهل على الاحتلال أن ينقض على المنطقة كاملة ويفرض عليها تاريخ وواقع مزور، لذلك هو في هذه المنطقة القريب منها يقوم بزرع قبور وهمية لإثبات أن هناك بقايا وشواهد لحضارة عبرية ويهودية ويمسح الحضارة العربية، خاصة أن الاحتلال يعمل على مخطط كبير في المنطقة لإغلاق الأفق في المسجد، وتشويه الحضارة التي تدلل على عروبة المنطقة.