كشفت قناة عبرية النقاب، اليوم الأحد، عن تفاصيل جديدة تتعلق بعملية هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي، فجر الإثنين الماضي.
وأفادت قناة (12) العبرية، بأن تحقيقات جهاز "الشاباك" ومصلحة السجون الإسرائيليين، أشارا إلى أن النفق الذي حفره الأسرى الفلسطينيون الستة استغرق 6 أشهر، وربما أكثر من ذلك.
وذكرت القناة على موقعها الإلكتروني أن الأسرى الستة قاموا بتنفيذ خطة محكمة جدًا للهروب من السجن، ونفذوها بدقة شديدة، حتى لحظة خروجهم من النفق، مؤكدة أنهم لم يتلقوا أي مساعدة خارجية، وبأنهم انقسموا إلى 3 مجموعات، وما أوقفهم عن السير هو التعب والجوع فحسب.
وتمكن 6 أسرى فلسطينيين، فجر الإثنين الماضي، من الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة، شمالي إسرائيل، ومساء الجمعة، تمكنت قوات الأمن الإسرائيلي من إعادة اعتقال 4 منهم، فيما تكثف قوات الأمن الإسرائيلية جهودها لإلقاء القبض على الأسيرين المتبقين، مناضل نفيعات وأيهم كمامجي.
وقال القائد العام للشرطة الاحتلال الإسرائيلي، يعكوف شفتاي، تعليقًا على استمرار البحث عن نفيعات وكمامجي: "إنهما في حالة من اليأس وقد يرتكبان عملًا متطرفًا".
(الاحتلال يواصل البحث عن بقية أبطال أسطورة الفرار)
من جانبها، واصلت القوى الأمنية الإسرائيلية، البحث عن آخر اثنين من الأسرى الهاربين اللذين ما زالا طليقين، فيما تعتقد السلطات أن وأحدًا منهما على الأقل فرّ إلى شمال الضفة الغربية، من حيث ينحدر جميع الأسرى الستة، حيث قال وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، في مقابلة مع القناة "12" : "التقدير هو أن هذا الشخص نجح في الوصول إلى الضفة الغربية. الآخر قد يكون على أي جانب من جانبي الخط الأخضر.. سنمسك بهما".
تجدر الإشارة إلى أن الأسيرين اللذين ما زالا طليقين هما أيهم كممجي ومناضل انفيعات، وكلاهما عضو في حركة "الجهاد الإسلامي".
(من هم وما قصتهم؟)
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي مطاردة أسر الفلسطينيين الستة الفارين، من سجن جلبوع الاثنين الماضي، بعد أن حفروا نفقًا خرجوا عبره من السجن الإسرائيلي، باستخدام معلقة معدنية.
وكان هذا الهروب هو الأول الذي تشهده السجون الإسرائيلية منذ 20 سنة، وحدث نتيجة ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه سلسلة من "الأخطاء الفادحة" وقع فيها مسؤولون إسرائيليون.
وأشادت فصائل فلسطينية بعملية الهروب من السجن الإسرائيلي، واصفين ما حدث بأنه "عمل بطولي".
ويعتقد أن الهاربين زحفوا داخل هذا النفق وصولًا إلى الأسوار الخارجية للسجن، ثم بدأوا حفر نفق آخر إلى منتصف طريق تراب أسفل أحد أبراج المراقبة في هذا السجن.
ظهرت فتحة النفق الذي حفره السجناء في منتصف طريق ترابي خارج سجن جلبوع، والتقطت كاميرات المراقبة صورًا للسجناء وهم يخرجون من النفق حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي، يوم الاثنين الماضي، لكن أجراس الإنذار انطلقت في الرابعة صباحًا بعد أن أبلغ سكان محليون في المناطق القريبة من سجن جلبوع عن رؤية "أشخاص مثيرين للريبة" في الحقول بالقرب من السجن.
وأرجعت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي هذا الهروب إلى عدد من الإخفاقات الأمنية للمسؤولين في الجهات المعنية؛ إذ وذكرت تلك التقارير الإعلامية بعض الأخطاء الأمنية التي وقع فيها المسؤولون، التي تتضمن نشر التصميم الهندسي للسجن على الموقع الإلكتروني للمهندسين المعماريين المشاركين في عملية بنائه، ووضع ستة سجناء من مدينة جنين بالضفة الغربية في نفس الزنزانة، وعدم تشغيل أجهزة تشويش تحول دون تشغيل الهواتف الجوالة المهربة إلى السجناء لاستخدامها في التواصل مع أشخاص خارج السجن.
وظهرت تقارير مؤكدة تفيد بأن الحارس الذي كان في برج المراقبة القريب من مخرج النفق كان نائمًا أثناء هروب النزلاء الستة.
وينتمي خمسة من الأسرى الستة الهاربين - محمود العارضة ومحمد العارضة وأيهم كممجي ويعقوب قادري ومناضل نفيعات - إلى حركة الجهاد الإسلامي. ويقضي أربعة منهم عقوبة السجن المؤبد بعد إدانتهم بالتخطيط أو تنفيذ هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.
أما زكريا زبيدي فقد كان قائدًا لكتائب شهداء الأقصى في جنين، واعتقلته القوات الإسرائيلية عام 2019 للاشتباه في ضلوعه في عدد من عمليات إطلاق النار وتم تقديمه للمحاكمة.
وخرج عدد من الفلسطينيين في مسيرة تضامنية مع عائلتي محمود العارضة ويعقوب قدري في بلدة عرابة جنوب مدينة جنين بعد الإعلان عن إعادة اعتقالهما.