هل تنجح "الوساطة الجزائرية" في حل أزمة "سد النهضة"؟

مشاركة
وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة
القاهرة- دار الحياة 01:52 ص، 01 اغسطس 2021

دخلت الجزائر على خط الوساطات الدولية لحلحلة ملف سد النهضة بين دولة المنبع إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان، بمباشرة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، المعروف بنجاحه في مهمات الوساطات الأفريقية، لقاءات مع مسؤولين أثيوبيين وسودانيين، فهل تنجح خبرته في حل القضية التي عجز عن اختراقها أكثر من وسيط دولي؟

واتفقت إثيوبيا والجزائر خلال زيارة رمطان لعمامرة إلى أديس أبابا، على إقامة تعاون متعدد الأوجه وتعزيز الشراكة على المستوى الإقليمي، وبحثا ملف سد النهضة.

وكان نائب الوزير الأول، وزير خارجية أثيوبيا، ديميكي ميكونين، أطلع عمامرة على آخر المستجدات فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، وفق بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي، خلال لقائه بالعمامرة، في أديس أبابا، إن بلاده نفذت عملية التعبئة الثانية لسد النهضة وفق إعلان المبادئ الموقع مع مصر والسودان عام 2015، كما أعرب الوزير عن التزام إثيوبيا الراسخ باستئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي.

ودعا ميكونين الجزائر إلى لعب دور بناء في تصحيح ما وصفها بـ"التصورات الخاطئة" لجامعة الدول العربية بشأن سد النهضة، مؤكدًا نوايا إثيوبيا في الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل.

وأعلن لعمامرة دعم الجزائر واستعدادها للمساهمة الفعلية في تعزيز الجهود من أجل تجاوز مختلف التحديات وترسيخ مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية.

زيارة وزير خارجية الجزائر إلى إثيوبيا، تأتي بعد أسبوعين من مباحثات هاتفية مع نظيره المصري سامح شكري، تناولت أزمة سد النهضة، وتطورات الملف.

تكاتف الجهود)

وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ حينها، إن الوزيرين تطرقا إلى المُستجدات على الساحة الليبية، وكذا تطورات قضية سد النهضة، علاوة على تبادل وجهات النظر إزاء الأوضاع الإقليمية، وضرورة تكاتف الجهود نحو تغليب الحلول السِّلمية للقضايا العربية، على نحو يحفظ وحدة الدول العربية واستقلال أراضيها، وينأى بها عن أي تجاذبات، لا تراعى مصالحها وحقوق شعوبها في الاستقرار والنماء.

(زيارة ورسالة ألى السودان)

في الأثناء وصل لعمامرة أمس إلى الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين حاملاً رسالة إلى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

ونشر لعمامرة تغريدة جاء فيها: "وصلت إلى الخرطوم في زيارة عمل تدوم يومين. أشكر زميلتي الأخت مريم الصادق المهدي على كرم الاستقبال والضيافة وأتطلع إلى جلسة العمل التي ستجمعنا وكذا إلى اللقاءات مع السلطات العليا لجمهورية السودان الشقيق".

من جانبها، قدمت الوزيرة شرحًا مفصلًا حول تطورات الوضع في أزمة سد النهضة، وأشارت إلى أن الخرطوم تسعى للوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة، وشددت على موقف السودان الثابت الذي يتمثل في ضرورة الاتفاق القانوني الملزم حول ملء وتشغيل السد.

وأعربت وزيرة الخارجية السودانية عن أملها في عودة إثيوبيا إلى رشدها في التعاطي مع الموقف السوداني بمسؤولية وإرادة، وبينت أن السودان قلق للأوضاع في إثيوبيا وحريص على الاستقرار فيه.

(زيارة ورسالة إلى مصر)

قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، خلال زيارته إلى القاهرة، إن "موضوع سد النهضة أصبح عالميًا ينظر إليه على أنه من القضايا المهمة للمجتمع الدولي".

وأكد الوزير الجزائري - في مؤتمر صحفي مع سامح شكري وزير الخارجية المصري- : "نعتقد أن الوضع المتعلق بالعلاقة بين دول حوض النيل يمر بمرحلة دقيقة، حريصون على ألا تتعرض العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين العربي والإفريقي لمخاطر".

وأردف: "نرغب في أن نكون جزءًا من الحل بكل الملفات الكبيرة التي تهم أشقاءنا حين تكون الظروف ملائمة"، مضيفًا: "نرى أن تصل إثيوبيا ومصر والسودان إلى حلول مرضية تحقق لكل طرف حقوقه".

وأوضح أن الجزائر تعتقد أن العلاقة بين دول حوض النيل خاصة مصر والسودان وإثيوبيا، تمر بمرحلة دقيقة ونحن في حاجة إلى الاطلاع على الأمور ولا نكتفي بمعرفة سطحية لملف "سد النهضة" الحيوي.

وأعرب عن أهمية أن تصل الدول الشقيقة إلى حلول مرضية تحقق لكل طرف ما له من حقوق وتحفظ كذلك واجبات كل الأطراف، وأن تسود الشفافية المطلقة في تلك العلاقة لكي تتساوى الفائدة بالثروة المائية الهائلة.

وتابع: "مازلنا في اهتمام بهذا الموضوع لأنه مهم للدول الشقيقة والصديقة، ونحن حريصون على أن تظل العلاقة بين الدول الأفريقية والعربية متميزة".

وأشار إلى استماعه إلى أديس أبابا والخرطوم، كما استمع جزئيًا إلى معلومات من وزير الخارجية سامح شكري، مع وعد باستكمال الجلسات والتشاور.

وقال وزير الخارجية الجزائري إنه يحمل رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الحالية إلى القاهرة، تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والجزائر.

 وأضاف لعمامرة أن الرسالة هي رسالة إخاء، وتؤكد الحرص على العمل سويا مع مصر، وتسجيل خطوات منيرة في العلاقات بين مصر والجزائر.

وأشاد وزير الخارجية الجزائري بعلاقات التعاون التي تربط بين البلدين في شتى المجالات