يستمر التضامن العربي مع شعبنا الفلسطيني، في كافة الدول العربية والإسلامية والأوروبية، انتصارًا للحق الوطني، وتنديدًا بالإجراءات الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا بكافة أماكن تواجدهم، وسط مطالباتٍ للمجتمع الدولي بضرورة الضغط على الاحتلال لإلزامه باحترام القوانين وحقوق الإنسان خاصة بعد عدوانه الأخير على قطاع غزة، وقد تصدرت دولة الكويت المشهد التضامني مع فلسطين على الصعيدين الرسمي والشعبي.
يقول طارق الشايع المنسق العام لرابطة شباب من أجل القدس بدولة الكويت: "إن موقفنا إزاء القضية الفلسطينية هو موقفُ اعتزاز وفخر، وهو موقفٌ متقدم ليس على الساحة الخليجية فحسب، بل على الساحة العربية والإسلامية وقد ظهر ذلك جليًا في بيانات وزارة الخارجية التي سطرت فيها بشكلٍ واضح أن التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في كافة أماكن توجداهم هو عدوانٌ خطير يتحمل الاحتلال العواقب الناتجة عنه".
وأضاف الشايع - في تصريحاتٍ خاصة لموقع "دار الحياة – واشنطن" - : "تنفيذًا للأوامر الصادرة عن صاحب السمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، انطلقت الحملات الخيرية للوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني، حيث تنوعت المشاريع الكويتية المقدمة من الجمعيات الخيرية المساهمة لتغطية كافة احتياجات أهل فلسطين في القدس وحي الشيخ جراح وقطاع غزة".
وأشار الشايع، إلى أن وزارة التنمية الكويتية أصدرت قرارًا بتنفيذ أضخم حملة تبرعات تُشارك فيها كافة الجمعيات الخيرية لدعم فلسطين وأهلها، "حيث أن معاناتهم كبيرة والأضرار جسيمة، وما هذه الوقفة إلا دينٌ في رقبة أهالي الكويت لأهل فلسطين ونحن مع أهلها دومًا وليس يومًا". وفق قوله.
ونفى الشايع، وجود أي تواصل بين مؤسسات الكويت الأهلية والرسمية وغير الرسمية والاحتلال الإسرائيلي لا من فوق الطاولة أو تحتها، ولا غَرابة في موقف الكويت، فقد كانت السبّاقة لسَن القوانين اللازمة لمناهضة ومقاطعة الكيان الصهيوني والتي كان آخرها المرسوم الأميري الصادر في 1976 القاضي بإعلان قيام الحَرب الدفاعية بين دولة الكويت والعصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة، ولا يزال هذا القانون مفعلًا ومعمولًا به حتى يومنا هذا، وهذا امتداد للعلاقات بين الكويت وفلسطين التي احتضت أهلها على مدار الزمان وكانت محط انطلاق لكبار القادة الفلسطينيين على أرضها كحركتي فتح وحماس".
وتابع المنسق العام لرابطة شباب من أجل القدس بدولة الكويت: "موقفنا تجاه فلسطين ينبع من أصالة الموقف الإنساني والأخلاقي والقومي والديني للشعب الكويتي، وهو امتداد لحفاوة استقبال الكويت لمفتي فلسطين ورئيس الهيئة العربية العُليا الحاج أمين الحسيني عام 1932 خلال جولته بالدول العربية لجمع التبرعات المالية لإعمار المسجد الأقصى".
وشدد الشايع، على استمرار دولة الكويت، في تأدية دورها الوطني تجاه فلسطين ونُصرة أهلها، من خلال عضويتها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدم مندوب دولة الكويت في مجلس الأمن منصور العتيبي قبل نحو عام مشروع لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وحظي المشروع بموافقة دول مجلس الأمن لكنه سقط بَفعل الفيتو الأمريكي لتقوم الكويت في ذات الجلسة بحشد الدول لإسقاط مشروع أمريكي تأييدًا لإسرائيل واسقاط بيان إدانة لتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي ذلك ردًا على كل المتفوهين بأن الكويت لا يستطيع القيام بدورٍ يزيد عن الهتافات والبيانات الاستنكارية، مؤكدًا وجود مسؤوليات ملقاة على عاتق الشعوب اليوم تتمثل في رفض الوجود الإسرائيلي في المنطقة والعمل على كَنسه من فلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.