يؤكد مراقبون أن الدعم الأيرلندي والأسكتلندي لحقوق الشعب الفلسطيني ليس حديثًا بل يعود إلى عقود ماضية إلا أن وتيرة التضامن ارتفعت بشكل ملحوظ عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
في سابقة هي الأول من نوعها، أقر البرلمان الأيرلندي قانونًا يعدّ المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "ضمًّا فعليًّا غير قانوني"، وهو القانون الذي حاز على إجماع أحزاب جمهورية أيرلندا، فضلا عن إدانتها تهجير السكان الفلسطينيين.
حيث يرى القانون أن التوسع الاستيطاني هو انتهاكٌ جسيم للقانون الدولي، ومباشرة بعد تمريره رسميًا عبّر حزب "شين فين" الأيرلندي، أكبر الأحزاب وأكثرها عراقة، عن أن هذه المذكرة هي انتصار لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقد كاد البرلمان الأيرلندي أن يصوّت على مذكرة أخرى تُطالب بطرد السفير الإسرائيلي لكنها لم تنل الأغلبية الكافية لاعتمادها.
ويُشير محللون فلسطينيين وعرب، إلى أن التطور في الموقف الأيرلندي غير المسبوق تجاه فلسطين ليس وليد اللحظة بل هو نتاج مسار تاريخي، سطرت فيه هذه الجمهورية محطات فريدة من نصرة الملف الفلسطيني، تتجاوز في كثير من الأحيان سقف التضامن لدى بعض الدول العربية مع الملف ذاته.
ويتشابه هذا النفس الداعم للقضية الفلسطينية رسميًّا وشعبيًّا مع التوجه الاسكتلندي ذاته، حيث لا يتورع المسؤولون عن توجيه انتقادات واضحة للاحتلال، فضلا عن المظاهر الشعبية في دعم فلسطين (رفع جماهير نادي غلاسكو العلم الفلسطيني، ارتداء البرلمانيين الكوفية الفلسطينية..)، وجميعها مظاهر تدل على وجود بيئة حاضنة لهذه القضية.
كما أن فلسطين وقضيتها المركزية تحظيان بدعم شعبي وسياسي يقوده الحزب الوطني الأسكتلندي، وذلك بالنظر "إلى الشعور بمسؤولية تاريخية تجاه هذا الملف" وفق ما يقوله محمد الأزرق الناشط الفلسطيني في غلاسكو.
ويُضيف الأزرق: "أسكتلندا ترى أن فلسطين هي تكرار لتجربتها من أجل الاستقلال والحق في تقرير المصير الذي ما زالت تبحث عنه، وترى في هذه القضية تجليًّا لسعي الشعوب نحو التحرر".
وشدد الناشط والباحث الفلسطيني، على أن اسكتلندا لديها حساسية عالية في التعامل مع قضايا الاحتلال والاستعمار لأن الأحزاب القومية تروّج أن أسكتلندا كذلك بحاجة إلى الاستقلال عن المملكة المتحدة.
اقرأ ايضا: ماليزيا: سنستمر في دعم فلسطين ولن نعترف بإسرائيل
ويوضح الناشط الأسود، أن أهم عوامل الانتماء الاسكتلندي لدولة فلسطين، هو التضامن الذي تحوزه القضية لدى الشباب وهذه الفئة في جزء كبير منها تؤيد استقلال أسكتلندا عن المملكة المتحدة وناقدة للسياسية الخارجية لبريطانيا، وهي حاليا التي باتت من أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية".