قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية واصف عريقات: إن "المقاومة تعتمد في استراتيجيتها مع الاحتلال على خوض معركة طويلة الأمد معتمدة على التصميم والإرادة الثورية والقرار بالتصدي للعدوان مهما بلغت التضحيات لأن عنوان المعركة هو القدس".
ورأى عريقات خلال تصريحات خاصة لموقع دار الحياة – واشنطن، أن التضحيات من أجل القدس لا تُحسب وهي دون حدود، وعسكريًا من الواضح وجود قدرة لدى المقاومة على الاستمرار في خوض المعركة مع الاحتلال بصمودٍ واقتدار لفترة طويلة في ظل معرفتها بأن امكانيات العدو الصهيوني غير محدودة وفي حالة نقص عليه شيء فيتم امدادها به مِن قِبل الولايات المتحدة والغَرب ولكن قطاع غزة مُحاصر برًا وبحرًا وجوًا ومع ذلك هناك خَطة مبنية على طول النَفَس وأمد المعركة.
وأشار الخبير العسكري، إلى أن المقاومة الفلسطينية تُدير المعركة من جانبين أحدهما عن بُعد متمثل في اطلاق الصواريخ وآخر يشمل الحرب النفسية والدعايات والاشاعات كون (اسرائيل) تعتمد على ذلك.
وأوضح عريقات، أن هناك تجهيزات لحربٍ برية تناولتها بيانات للمقاومة الفلسطينية، والأخيرة ستُواجهها باستعدادٍ جيد وهي تنتظر الجندي الاسرائيلي على الأرض بفارغ الصبر، لافتًا إلى أن في معركة المواجهة اعتمدت المقاومة البِدء بإصدار رسالة قوية إلى (اسرائيل) لكن "الأخيرة" لم تفهمها وهي قصف أول صاروخ بـ"محيط" القدس وذلك يعني أن في هذه المعركة لا تراجع ولا استسلام.
ورأى الخبير الاستراتيجي، أن معركة عنوانها سيف القدس، تعني وجود تضحيات بلا حدود وهذه ما لم تفهمه (اسرائيل) والتي صُدمت بِجدية المقاومة الفلسطينية في رسالتها الاستراتيجية، حيث حرصت الأخيرة في بداية الأمر على ابقاء المواجهة عسكرية بعيدًا عن المدنيين عبر استهداف أول آلية عسكرية بصاروخ "كورنيت" ومن ثم قصف مستوطنات غلاف غزة كونها ليست مستوطنات للمدنيين بل هي مواقع عسكرية تحت اسم "مستوطنات".
ولفت عريقات، إلى أن المقاومة أدارت المعركة مع الاحتلال بالمثل عقب قصفه للمنشآت المدنية واستهداف المدنيين والدراجات النارية والمركبات والأبراج السكنية في غزة، وبموجب ذلك تم قصف تل أبيب المحتلة والمواقع الحيوية ومضخة الغاز في البحر، واستهداف مطار رامون والمطارات والمواقع العسكرية وهو ما يُدلل تمتع المقاومة ببنك أهداف قوي ومُرَكَز بينما بنك الأهداف لدى الاحتلال الاسرائيلي ضعيف متمثل في استهداف المدنيين معربًا عن أسفه ازاء قصف المدنيين في قطاع غزة بطائرات أمريكية فيما لو علم الأمريكي ذلك لتوقف فورًا عن صناعتها. وفق قوله.
وأكد عريقات، على أن القيادة والسيطرة في هذه المعركة هي للمقاومة الفلسطينية واليد العُليا باتت لها، معتبرًا أن امهال سكان "تل أبيب" بساعتين أمس من أجل قضاء احتياجاتهم وقصفها "المدينة" بعد انتهاء المُهلة المحددة يَعكس استراتيجية التعامل بشرف السلاح على عكس (اسرائيل) التي تُدمر الأبراج على رؤوس ساكنيها معتبرًا استهداف المدنيين والصحفيين والمؤسسات الاعلامية والمنشآت المدنية هو سياسة الضعفاء.
وختم عريقات حديثه لدار الحياة – واشنطن بالقول: "اسرائيل اليوم في حالة تِيه وضياع في ظل غياب القرار الاسرائيلي وهي لا تتعامل بالفعل إنما تتعامل بردة الفعل فهي تنتظر الفعل الفلسطيني للرد عليه وهذا يحدث للمرة الاولى في تاريخ الصراع".