لا انتخابات بدون القدس

خاصاجراء الانتخابات في القدس .. هل سيُلاطم الكَف المخرز ؟!

مشاركة
صورة تعبيرية صورة تعبيرية
أسعد البيروتي - دار الحياة 03:39 م، 18 ابريل 2021

حماس: لا يُفترض أن نَرهن إجراء الانتخابات في القدس إلى موافقة الاحتلال الاسرائيلي

فتح: إجراء الانتخابات وفقًا للمقاييس والمواصفات الاسرائيلية باستثناء القدس يعني القبول بالواقع المرفوض فلسطينيًا بأن القدس عاصمة لإسرائيل

ناشطة مقدسية: القدس جوهر الصراع مع الاحتلال ولا انتخابات بدونها

يترقب الفلسطينيون بفارغ الصبر إجراء الانتخابات المزمع عقدها خلال شهر مايو المقبل، كونها تُمثل استحقاقًا وطنيًا طال انتظاره، وقد دفع المواطنون فاتورة باهظة نتيجة الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي أوجدته حركتا حماس وفتح، وقد أعطاهما "الشعب" الفرصة الأخيرة لإتمام الانتخابات كتكفيرٍ عن خطيئة السنوات السوداء التي أرخت بظلالها على كل مناحي الحياة والتي شملت الجوانب الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والاغاثية .. الخ.

انقسامٌ أسود، دمر حياة الفلسطينيين وشتت أوصالهم، وجعلهم يبدون كالفريسة أمام الاحتلال، الذي بات يتحكم في مصير المواطنين المقدسيين من المشاركة بهذه الانتخابات، كون القدس تُمثل التحدي الحقيقي لإتمام العملية الانتخابية الديمقراطية في فلسطين، وسط تلميحات تخرج بين الحِين والآخر تتحدث عن تأجيل أو إلغاء الانتخابات ما لم تتم دون مشاركة المقدسيين فيها.

يقول الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم: إن " هناك توافق وطني وجمعي من المؤسسات الحزبية والفصائلية وقوى المجتمع المدني على صياغة مثل هذه الاستراتيجيات التي تُواجه فيها قرار الاحتلال بخصوص منع إجراء الانتخابات بمدينة القدس المحتلة".

وأضاف قاسم خلال تصريحات خاصة لموقع دار الحياة – واشنطن: " الاستراتيجية ترتكز على أن شعبنا قادرٌ على فرض مثل هذه المعادلة وهذا أمرٌ ليس مستحيلًا وسبق لشعبنا وفرض مثل هذه المعادلات وحقق فيها انجازات كبيرة فيما يتعلق بإجراء الانتخابات في مدينة القدس".

وأشار قاسم، إلى أن المعادلة تقوم على حالة الاشتباك الحقيقية الميدانية والسياسية على أرض الواقع لإجبار الاحتلال وهذان مفهومان أساسيان يُشكّلان هذه الاستراتيجية وهي الاستناد إلى الفِعل الجَماعي والتوافق الوطني والتأكيد على إيجاد آليات للمقاومة الشعبية الحقيقية تتوزع فيها المسؤوليات على الجميع.

وأوضح قاسم، أن هناك جهات رسمية، دبلوماسية، قانونية، جماهيرية والجميع يتحرك في ذات الإطار وهو الضغط على الاحتلال لإجراء الانتخابات في القدس.

وشدد الناطق باسم حركة حماس، على ضرورة إجراء الانتخابات بالقدس وهذا كلامٌ واضحٌ ونهائي، لكن لا يُمكن القبول بأن تُؤجل أو تُلغى لأن الاحتلال لم يُوافق عليها، ولا يُفترض أن نَرهن إجراء الانتخابات بموافقة الاحتلال الاسرائيلي والمطلوب هو إيجاد آليات تُجبر الاحتلال على إجراء الانتخابات بالقدس.

وتساءل قاسم: " تأجيل الانتخابات إلى متى ؟ هل هناك وعودات بأن الاحتلال سيسمح مثلًا بعد ست أشهر بإجراء الانتخابات بالقدس ؟! هذا أمر غير معقول، والمطلوب هو التحرك والضغط على الاحتلال وألا نَرهن موقفنا للاحتلال أو الإدارة الأمريكية".

ويرى كثيرون من محليين وفلسطينيين ومتابعين، أن تأجيل أو الغاء الانتخابات بذريعة عدم إجرائها في القدس هي "شماعةٌ" تُعلق عليها بعض الفصائل مخاوفها، تحسبا من خوض الانتخابات وخسارتها، ولاسيما وأنها تأتي بعد 15 عامًا لأخر عملية انتخابية جرت في الأراضي الفلسطينية.

من جانبه، رأى الناطق باسم حركة فتح اسامة القواسمي، أن إجراء الانتخابات في القدس هو موضوعٌ مصيري، ولابد من خوض الانتخابات في كافة أرجاء الوطن الفلسطيني كما جرى في 1996-2005-2006 سواءً أكانت انتخابات رئاسية أو تشريعية، مؤكدًا أن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في القدس خاصة يوم أمس والتي طالت اعتقال مرشحين ومنع أي مؤتمر صحفي وأي نشاط لأي قائمة انتخابية هي بمثابة رسالة واضحة من ( اسرائيل) برفض إجراء الانتخابات في القدس.

وأردف القواسمي خلال تصريحات خاصة لموقع دار الحياة: " أن القيادة الفلسطينية تقوم بواجبها تجاه الضغط على ( اسرائيل) مِن خلال المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الاوروبي، للسماح بإجراء الانتخابات بالقدس وهذا الموضوع موجود على طاولة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة وكافة الفصائل دون استثناء، هذه ليست معركة داخلية ومناكفات بين الفصائل كما تتحجج بعض الصحف والمواقع الصفراء وإنما هذا موقف فلسطيني جامع بأن الانتخابات يجب اجرائها في كافة أرجاء الوطن وعلى رأسها القدس".

وأوضح القواسمي، أن إجراء الانتخابات وفقًا للمقاييس والمواصفات الاسرائيلية باستثناء مدينة القدس يعني القبول بالواقع الموجود والمرفوض فلسطينيًا بأن القدس موحدة عاصمة لإسرائيل، ولا يُعتقَد وجود فصيل فلسطيني أو مواطن يُمكنه القبول بذلك.

ونفى القواسمي، وجود قرار بتأجيل أو إلغاء الانتخابات الفلسطينية وإنما هناك توجه بالتصميم على إجرائها بالقدس الشرقية كباقي أرجاء الوطن، وأي تطورات سيتم طرحها على القيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية وكافة الفصائل من أجل اتخاذ القرار الذي يخدم المصلحة الوطنية العُليا التي تُكرس القدس عاصمة أبدية لفلسطين.

وحول مخاوف المقدسيين من المشاركة بالعملية الانتخابية خشية التضييق والممارسات الاسرائيلية بحقهم، أكد الناطق باسم حركة فتح، أن المقدسيين هو أكثر الناس شجاعة ولا يخشون ممارسة حقهم الانتخابي وهم موجودون بالميدان يُواجهون جنود الاحتلال الاسرائيلي والجميع شاهد بالأمس هؤلاء العمالقة الذين يركع المجد لهم، وهم يُكرسون الهوية الوطنية الفلسطينية بالقدس، معتبرًا أن مشاركتهم بالانتخابات هو جزءٌ من المحافظة على هذا الإرث الديني والوطني والسياسي للقدس كعاصمة لدولة فلسطين بغض النظر عن انتمائهم.

ولفت القواسمي، إلى أن حركة فتح موجودة في مدينة القدس مع الفصائل الوطنية و"فتح" رأس الحربة وهي تُؤكد دومًا أن المقدسيين هم الأقدر والأشجع على تحدي الصِعاب والتحديات وتثبيت القدس عاصمة واحدة موحدة لفلسطين ومشاركتهم بالانتخابات هي أحد الطرق والوسائل لتثبيت الهوية الوطنية هناك.

من ناحيتها، قالت الناشطة المقدسية كفاح درادنة: إن " مشاركة المقدسيين مِن حَملة "الهوية الزرقاء" بالانتخابات الماضية كانت "رمزية " وليست فعلية حيث المشاركين بالاقتراع عبر صناديق البريد كان عددًا محدد، وهذه المرة في ظل الاعلان الأمريكي مِن قِبل الرئيس السابق دونالد ترامب، السياسات الأمريكية، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والحكومة المتطرفة، تُدلل على أن هذه المرة لن يكون هناك مشاركة للمقدسيين وهذا الأمر ناتج عن قيام سلطات الاحتلال بإغلاق القاعات مرتين على التوالي التي خُصصت للنقاش حول الانتخابات الفلسطينية وليس الإدلاء بالأصوات فكيف لاحتلال يرفض مناقشة موضوع الانتخابات وهو شأن فلسطيني بحت معتبرًا نقاشه أمرًا مرفوضًا أن يسمح بمشاركة المقدسيين في الانتخابات ؟!".

 

ولفتت "درادنة" خلال تصريحات خاصة لموقع دار الحياة – واشنطن، أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي استجوبت المرشحين للانتخابات أنفسهم ليس المشاركين، وشددت عليهم بعدم المشاركة بالانتخابات لا دعاية ولا ترشحًا داخل مدينة القدس لأن الاحتلال يرفض إجراء الانتخابات هناك، داعية إلى ضرورة إيجاد بدائل أخرى يُمكن فرضها حيث هناك مؤسسات كثيرة تعود مرجعيتها إلى الجانب الفلسطيني بهدف ايجاد تصعيد فِعلي على الأرض وفي حالة كان هناك توجه لتأجيل الانتخابات فلا يوجد تصور حوله بالنسبة لها "درادنة".

وتابعت: " كمقدسية أتمنى المشاركة الفلسطينية بالقدس، كون القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين ولا انتخابات بدونها، كونها تُمثل جوهر ورمزية الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي، وعما سيرتب خلال الأيام المقبلة أمر لا يُمكن التنبؤ به، وهناك اجتماع للجنة التنفيذية سيكون مشاركة المقدسيين بالانتخابات أحد البنود التي سيتم مناقشتها وسيكون هناك اجتماعات لفصائل مختلفة منها حركة فتح وغيرها لكن حتى الآن لم يتبلور أي موقف فلسطيني والموقف الموحد هو القوى الوطنية والاسلامية على اختلافها أكدت على أهمية وضرورة مشاركة المقدسيين بالانتخابات الفلسطينية المقبلة".

وختمت "درادنة" حديثها لدار الحياة بالقول: " ويبقى التساؤل هل ستُعقد الانتخابات حال مُنعت في القدس ؟ القرار بذلك يرجع إلى المستوى السياسي الأول".