فيما تسيطر الخلافات وأجواء عدم التوافق مفاوضات مصر والسودان واثيوبيا بخصوص سد النهضة، في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية رسائل متضاربة، حول موقفها من تلك الأزمة.
وكان مقررا أن تختتم أمس الاثنين مفاوضات بين وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث، لكن موعد المباحثات انتهى من غير إعلان نتائجها، وسط تسريبات عن عدم اتفاق الدول الثلاث على الوساطة الرباعية التي تتمسك بها مصر والسودان وترفضها اثيوبيا.
وكان وزير الري السوداني ياسر عباس، قال إن أديس أبابا رفعت سقف مطالبها، فيما أكدت مصر أن تلك الاجتماعات تمثل "فرصة أخيرة" في طريق التفاوض.
وأكد وزير الري السوداني ياسر عباس، أن إثيوبيا ترغب في "بحث قسمة مياه النيل"، وهو طلب ترفضه دولتا المصب.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حذر من أن إنقاص حصة بلاده من مياه النيل، سيُدخل المنطقة في حالة من الاضطراب.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي إن اثيوبيا أضاعت 200 يوم في التفاوض برعاية أفريقية، من أجل الوصول للملء الثاني، وفرض سياسة الأمر الواقع.
وذكرت مصادر أن اثيوبيا ترفض إلزامها بأي إطار قانوني بشأن سد النهضة، وأنها تتحفظ على توقيع اتفاقيات ملزمة.
وبخصوص الموقف الأمريكي، قال مجلس الوزراء السوداني، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اتصل بوزير الخارجية أنتوني بلينكن، وشرح له موقف السودان من سد النهضة والخلافات الحدودية بين السودان واثيوبيا في منطقة الفشقة شرق السودان، فأكد بلينكن تأييده الحل السلمي.
وأوضحت الخارجية الأمريكية أن بلينكن أكد "الحاجة إلى خفض التوتر"، وهو موقف يصب في مصلحة اثيوبيا، التي تراها السودان معتدية في ملف الحدود، ومتعنتة في ملف سد النهضة، وهو أيضا موقف مصر.
لكن السفير الأميركي لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية، مايكل هامر، كان حث الوفد الإثيوبي المشارك في مفاوضات سد النهضة على تبادل البيانات مع مصر والسودان، ودعا السفير الأميركي الوفد الإثيوبي إلى تبادل البيانات بشأن السد لتلافي "حالات طارئة في السودان ومصر"، وقال: "من المهم تبادل بيانات السد وملئه مع الأطراف الأخرى".
واعتبر مراقبون أن الموقف الأميركي يعبر عن عدم رضا واشنطن عن السياسات الأحادية لأديس أبابا في ملف السد.