يعتلي منصّة الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار في نسختها الـ93 هذا العام، فيلمان عربيان؛ الأول الروائي التونسي الطويل "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هنية، والثاني هو الفيلم الروائي الفلسطيني القصير "الهدية" للمخرجة فرح النابلسي.
الفيلم التونسي، الذي حصد العديد من الجوائز في مهرجانات سينمائية عربية وأجنبية، يؤدي دور البطولة فيه الممثل السوريُّ يحيى مهايني والنجمة الإيطاليةُ مونيكا بيلوتشي والممثلة البلجيكيةُ كوين دي باو.
ويرصد الفيلم المحطات الرئيسة في رحلة شاب سوريّ غادر إلى لبنان الذي أصبح نقطة ارتكاز لمشروع هجرة إلى أوروبا حيث الحبيبة والحرية والعيش الكريم، ثالوث حلمه الأزلي الذي من أجله وافق على إبرام صفقة مع فنان أميركي مشهور طلب منه أن يتخذ من ظهره سطحاً يرسم عليه لوحة فنية (وشماً)، ليصبح هذا الوشم تأشيرة تمكّنه من دخول بلجيكا حيث يعيش حياة مترفة، مقابل جلوسه عارضاً للجمهور ظهره، ليجد المهاجر الحالمُ أنه حين "باع ظهره" فقد ذاته.
أما الفيلم الفلسطيني "الهدية" فيؤدي فيه دور البطولة الممثل صالح بكري والطفلة مريم كنج ومريم كامل باشا، ويتحدث عن المعاناة اليومية التي يتكبّدها الفلسطينيون عند الحواجز الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة، و"الهدية"، فيلم بسيط، وحكايته تم تناولها بسلاسة، تداخلت فيها طريقة إدارة المخرجة مع مشاعرها التي ظهرت على إدارتها لأداء الممثلين، وكأنهم يريدون تثبيت ما يجول بخاطرها عبر أداء مقنع لقصة من الواقع، استحقت أن تصل إلى الأوسكار"، على حد وصف الناقدة السينمائية العربية علا الشيخ.
وتلفت الشيخ، إلى أن فيلمي "الرجلَ الذي باع ظهره" و"الهدية" هما لمخرجتين عربيتين، "ارتفع معهما عدد المخرجات العربيات اللواتي وصلت أفلامهنّ إلى المرحلة النهائية لأوسكار إلى خمس، وهذا الحضور النوعي والكمّي للمرأة العربية في صناعة السينما يعزز من دورها في تحديد اتجاهات هذه الصناعة التي تساهم بقوة في صياغة الرأي العام"، وفق تعبيرها.
وتقصد علا الشيخ في حديثها المخرجة التونسية مريم جوبار التي ترشّح فيلمها القصير "إخوان" إلى القائمة النهائية للأفلام المتنافسة على جوائز الدورة الـ 92 للأوسكار، جنباً إلى جنب مع المخرجة السورية وعد الخطيب التي ترشّح للجائزة فيلمها "إلى سما"، وأخيراً المخرجة اللبنانية نادين لبكي التي ترشّح فيلمها "كفر ناحوم" للأوسكار في العام 2019.
وكانت 96 دولة قد تقدّمت هذا العام بأفلامها إلى حلبات الأوسكار للحصول على الجائزة التي تمنحها الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها، وقد تأهل إلى القائمة القصيرة أكثر من 90 فيلماً من بينها 8 أفلام عربية بعدما سحبت الجزائر ترشيح فيلمها "هليوبوليس".
وتقول علا الشيخ: "الملاحظ، هذا العام، أن السعودية والسودان، تقدّمتتا بفيلمين إلى الأوسكار، على الرغم من أن الدولتين لم تسجّلا من قبل حضوراً لافتاً في منصات الجوائز السينمائية على الصعيدين العربي والعالمي، وليس لديهما باع طويل في الفن السابع".
وكانت السودان قد رشّحت لأوسكار هذا العام بفيلم "ستموت في العشرين"من إخراج أمجد أبو العلاء وبطولة إسلام مبارك ومصطفى شحاتة ومازن أحمد، وهو نصّ مختارٌ من مجموعة قصصية للكاتب السوداني حمور زيادة بعنوان "النوم عند قدمي الجبل".
أمّا السعودية، فقد تقدّمت إلى الأوسكار بفيلمها الروائي "سيدة البحر" للكاتبة والمخرجة السعودية شهد أمين التي سلطت الضوء على واقع المرأة في المجتمعات العربية، وذلك من خلال قصة خيالية تواجه فيها فتاة المورث الثقافي الشعبي في مجتمعها.
تقول علا الشيخ: إن "المملكة السعودية التي لم يكن لديها في السابق حضورٌ سينمائي فعلي، باستثناء الأفلام القصيرة، نجدها الآن، وفي ظل الانفتاح الثقافي الذي تشهده، تسعى لحجز مكان متقدّم في عالم صناعة السينما، مستفيدة من إمكاناتها المادية وطاقاتها البشرية التي تفسح لها في المجال للمنافسة عالمياً".
المصدر: يورونيوز