في وقت رأى مراقبون أن تصويت الأغلبية الساحقة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح تبرئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تهمة التحريض على التمرد، مؤشر على نفوذه الذي لا يزال يحافظ عليه ضمن حزبه، توقعت وسائل إعلام دولية، أن ترامب، يستعد لشن "حرب سياسية جديدة" مستغلا براءته.
وقالت ممثلة ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ، مارجوري تايلور غرين، التي تعد بين أشد مؤيدي ترامب، إن "الحزب لترامب لا لأحد آخر".
وفيما صوّت زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، لصالح تبرئة ترامب، إلا أنه اعتبر أن ترامب مسؤول "عمليا وأخلاقيا" عن أعمال العنف التي شهدها مقر الكابيتول في السادس من يناير الماضي، التي أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط.
وفي مؤشر على دعم الحزب لترامب، سارع بعض أعضاء حزب الجمهوري إلى توبيخ أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لإدانة ترامب بالتحريض على تمرد الكابيتول.
وأعلن الحزب في ولاية لويزيانا، أن لجنته التنفيذية صوتت "بالإجماع" على توجيه اللوم إلى السناتور بيل كاسيدي الذي صوت لإدانة ترامب.
وأدين السناتور ريتشارد بور من قبل الحزب في ولاية نورث كارولاينا. وقال مايكل واتلي، رئيس الحزب الجمهوري في نورث كارولينا، في بيان "أرسل الجمهوريون في نورث كارولينا السناتور بور إلى مجلس الشيوخ الأمريكي لدعم الدستور وتصويته اليوم للإدانة في محاكمة غير دستورية أمر صادم ومخيب للآمال".
وكان كاسيدي دافع عن تصويته بالقول إن "دستورنا وبلدنا أهم من أي شخص آخر"، بينما قال بور إن "ترامب انتهك قسمه في الحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه".
ونأى عدد من الجمهوريين بأنفسهم عن الرئيس السابق، ومن بين هؤلاء حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هايلي، التي قالت: إن الجمهوريين أخطأوا في دعمهم حملة ترامب الرامية لقلب نتائج الانتخابات، والتي قادت إلى الهجوم على مقر الكونغرس.
غير أنّ الجمهوريين الداعين للانفصال تماما عن ترامب لا يزالون أقلية بينما يخشى كثيرون منهم من النفوذ الذي يتمتع به في أوساط قاعدته الشعبية. وقالت ويندي شيلر إن "أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوّتوا لصالح تبرئته قد يكونون يحمون أنفسهم من التحديات الأولية من قبل الجناح الأكثر تشددا في حزبهم في 2022 أو حتى 2024".
في غضون ذلك، قالت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية، إن ترامب، ينوي استغلال براءته في المحاكمة كمنصة انطلاق لعودته القوية على الساحة السياسية، وحتى لو لم يكن قادرا على العودة إلى البيت الأبيض مجددا، فإنه يريد السيطرة على المشهد.
وأكد أحد مستشاري الرئيس السابق، إنه يتطلع لتنظيم مسيرات، لكن ذلك لن يكون بصورة فورية، حيث يخطط لاستهداف أعدائه، ودعم المرشحين الموالين له خلال انتخابات الكونغرس المقرر لها، العام المقبل، وذلك على الصعيدين المالي والشخصي أيضًا.
وتوقعت الصحيفة أن يظل ترامب على الساحة من خلال الخطب مدفوعة الأجر خلال الأحداث البارزة، كما فعل بيل وهيلاري كلينتون من قبل، ويمكن أن يظهر في مناطق مختلفة من العالم من بينها بريطانيا.
اقرأ ايضا: من "ريفيرا الشرق" إلى "منطقة الحرية".. عيون ترامب مازالت ترمق "غزة الجريحة"
وأضافت أنه يسعى ترامب أيضًا إلى إطلاق مشاريع جديدة عالميا، من بينها فنادق جديدة، إلا أن خطته لإطلاق قناة تلفزيونية تم إرجاؤها الآن، في ظل خطة بديلة لدعم البرامج القائمة بالفعل.