رغم موجة التطبيع مع دولة الاحتلال التي ضربت منطقة الشرق الأوسط في الشهور الأخيرة لولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أن إسرائيل ما زالت تنظر إلى العلاقات مع الأردن على أنها أولوية.
وأبرمت إسرائيل في منتصف سبتمبر الماضي اتفاق تطبيع، تحت أسم "اتفاقات ابراهيم"، مع الامارات والبحرين، برعاية أمريكية، وأنضم السودان والمغرب في وقت لاحق، إلى الاتفاق.
وفور توقيع الاتفاقات، انخرطت إسرائيل مع الدول الأربع في مباحثات اقتصادية متقدمة، وتفاخرت بهذا السلام الدافئ، مقارنة بـ "السلام البارد"، مع الأردن ومصر.
ويعتقد بعض الخبراء الإسرائيليين أنه ينبغي التركيز في الفترة المقبلة على المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تشكل العلاقات معها أهمية استراتيجية قصوى بالنسبة لدولة الاحتلال.
وقال نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، العقيد (احتياط) عيران ليرمان، المستشار السابق في الشؤون الاستراتيجية والسياسات الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، لوسائل إعلام عبرية، إن الثقل الاقتصادي للأردن لا يضاهي دولا أخرى بالنسبة لإسرائيل، لذلك هناك أهمية استراتيجية كبيرة للغاية بالنسبة للعلاقات بين البلدين.
ويرى ليرمان أن التعاون الأمني والاستخباري بين إسرائيل وأجهزة الأمن الأردنية يعزز الأمن والاستقرار، مع التأكيد على نجاحه في السنوات الأخيرة في منع أي خروقات حدودية في ظل فاعلية الأجهزة الأمنية الأردنية، التي خاضت تحديات عديدة، بعضها خطير، في ظل وجود قطاع كبير من السكان الفلسطينيين وقرابة مليوني لاجئ سوري.
وتابع أن لدى إسرائيل مصلحة كبيرة في دمج الأردن مع منظومة القوة الإقليمية التي تتشكل، والتي ستضم الإمارات ومصر وإسرائيل واليونان وربما فرنسا، داعيا إلى إبعاد الأردن، العضو في منتدى غاز الشرق الأوسط، عن أي تأثير تركي، واستغلال موقعه الاستراتيجي كجسر بين الخليج والبحر المتوسط، وبين مصر والعراق، من أجل دفع المصالح المشتركة، بما في ذلك إمكانية الربط البري المستقبلي بين إسرائيل ودول الخليج.
وأضاف ليرمان أن مسألة القدس تحمل مصلحة مشتركة للبلدين، إذ يصب الحفاظ على الوضع الراهن في هذا الاتجاه، بحيث تبقى إسرائيل صاحبة السيادة ويقوم الوقف الأردني بدوره، مضيفًا أنه في حال أرادت المغرب والسعودية لعب دور مؤثر في مسألة القدس فإنه سيكون من الخطأ إسرائيليًا أن يتم تحقيق تطلعاتهما على حساب الدور الأردني.
اقرأ ايضا: بين تمدد تركيا ومخاوف إسرائيل.. نزاع النفوذ والمصالح يتفاقم في سوريا
ورأى أنه مع تولي بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة، سيكون من المفيد لإسرائيل والأردن الظهور أمام الكونغرس كطرفين بينهما تعاون وحوار مشترك، وأن يظهرا وقد امتلكا علاقات قريبة وتفاهمات أمام إدارة بايدن، وذلك بعد فترة طويلة من التوتر.