صُدم المجتمع المصري حين كشفت السلطات القضائية تفاصيل اتهام قاض وصديقيه، باستدراج فتاة واغتصابها، في إحدى قرى الساحل الشمالي، شمال غرب مصر.
ولم يعهد المجتمع ارتكاب تلك الجرائم المروعة من شخصيات تُنظر لها بالبنان، حيث ضمت قائمة المتهمين قاض ورجلي أعمال.
وحدد مجلس القضاء الأعلى في مصر، جلسة 2 فبراير المقبل، لنظر القضية المتهم فيها قاض بمحكمة الاستئناف (من أعلى درجات القضاء في مصر)، وصديقيه، أحدهما يملك مكتب مقاولات، والثاني شركة أجهزة كهربائية، لاتهامهم بـ "استدراج فتاة وخطفها عن طريق التحايل، واغتصابها" بإحدى قرى الساحل الشمالي.
وسوف يُحاكم المتهمين، المستشار محمود كامل الرشيدي، الشهير بـ "قاضي محاكمة القرن"، والذي سبق وأن نظر قضية اتهام الرئيس الراحل حسني مبارك، بقتل المتظاهرين، إبان أحداث ثورة 25 يناير.
ويواجه المتهمون الثلاثة، اتهامات بخطف فتاة يومي 8 و 9 ديسمبر الماضي، في منطقة مارينا في العلمين، شمال غرب مصر، عن طريق التحايل بأن اتفقوا سويا على استدراجها لمواقعتها كرها عنها، بأن أوهمها المتهم الأول بانعقاد مؤتمر خاص بالاستثمار العقاري في مجال عملها معه خارج الإسكندرية، وطلب منها مرافقته وباقي المتهمين مدعين حجز إقامة منفردة لها بأحد الفنادق فتوجهت معهم على هذا الأساس، فتوجهوا بها لإحدى الوحدات المصيفية بالساحل الشمالي، بزعم تعذر الحجز والاضطرار إلى المبيت بفيلا قاموا باستئجارها فانخدعت المجني عليها واضطرت للمبيت معهم، وشل المتهمان "الأول" و "الثاني" حركتها حتى خارت قواها وفقدت وعيها، فجردوها من ملابسها واغتصبوها.
وشهدت المجني عليها، خلال التحقيقات، بأنها تعرفت إلى المتهم الأول عبر موقع "فيس بوك"، وطلبها منه مساعدتها في الحصول على فرصة عمل فعرض عليها العمل لديه بمجال الاستثمار العقاري فوافقته وتقاضت منه مبالغ مالية، وبتاريخ الواقعة أوهمها بانعقاد مؤتمر خاص بعملها معه بمنطقة العين السخنة، وطلب منها مرافقته وباقي المتهمين مدعين حجز إقامة منفردة لها بأحد الفنادق فتوجهت معهم على هذا الأساس، عقب استدراجهم لها من منطقة الإسكندرية إلى فيلا بمنطقة الساحل الشمالي، وزعمهم تعذر الإقامة بالفنادق والاضطرار للمبيت بالفيلا فانخدعت بتلك الحيلة واضطرت للبقاء معهم، عقب طمأنة المتهم الأول لشقيقها هاتفياً وأنها ستكون بمأمن برفقته، إلا أنها فوجئت بدخول المتهمين الأول والثاني إلى حجرتها وجلوسهما بجوارها وتحسسهما جسدها فنهرتهما، إلا أن المتهم الأول أسقطها أرضاً وشل حركتها، بينما انقض عليها المتهم الثاني فقاومته حتى خارت قواها وفقدت وعيها، فجردوها من ملابسها وتناوبوا جميعا اغتصابها، وبعدما استيقظت وجدت نفسها عارية والجناة في حالة نوم، فهربت من الشقة وهي في حالة هيستيرية مستغيثة بالجيران حتى قابلتها ربة منزل وساعدتها في الاختباء من الجناة والاتصال بالإسعاف الذي حضر ونقلها للمستشفى.
اقرأ ايضا: موعد شهر رمضان 2025-144 في مصر.. مواعيد السحور والافطار
واستندت النيابة العامة في أمر الإحالة إلى شهادة المجني عليها، وصاحبة الفيلا المجاورة، وفرد أمن بالشركة الأمنية لحراسة مارينا، وموظف الإسعاف، والسمسار الذي وفر الفيلا للجناة والطبيب الشرعي الذي كشف عن تعرض المجني عليها لعنف جنسي جنائي، وأنه أثناء توقيعه الكشف الطبي على القاضي المتهم اعترف له باغتصابها وتحريره لعقد زواج عرفي في تاريخ لاحق للواقعة مثبتا به تاريخ قديم 13 نوفمبر الماضي بجانب إعطائه للضحية مبلغ مليوني جنيه (الدولار يعادل نحو 15.5 جنيه) وتوقيعه لها على ايصالات أمانة بمبلغ 5 ملايين جنيه للعدول عن أقوالها في التحقيقات، ونفي الاتهام لأنه قد ضاع مستقبله في العمل وفُضحت عائلته، وظل يندب حظه كما أثبت تحليل الـ DNA صحة ما تضمنته التحقيقات، فضلاً عن تحريات أجهزة الأمن.