ستدخل، كاملا هاريس، التاريخ الأميركي، غدا، كأول امرأة، وأول شخص أسود يتولى منصب نائب الرئيس الأميركي، لتتوج مسيرتها غير الاعتيادية.
وطالما سجلت هاريس، العضو في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، سوابق في مناصب تولتها، فهي أول امرأة تتولى منصب المدعي العام في سان فرانسيسكو، وأول امرأة ملونة تُنتخب مدعيا عاما في كاليفورنيا، والآن هي أول امرأة، وأول أميركية سمراء البشرة، وأول أميركية من أصل آسيوي تشغل منصب نائب الرئيس، ما قد يؤهلها بعد عدة سنوات، لخوض تحد جديد بالمنافسة على منصب الرئيس.
وهاريس مؤهلة، وفقا لخبراتها في العدالة الجنائية، للمساعدة في معالجة قضايا المساواة العرقية وسلوك الشرطة، خصوصا في ظل الاحتجاجات التي كانت اجتاحت الولايات المتحدة هذا العام، للاعتراض على تصرفات لقوات الشرطة.
ونافست هاريس، المولودة لأم وأب هاجرا إلى الولايات المتحدة من الهند وجامايكا، بايدن للحصول على بطاقة الحزب الديمقراطي للترشح في انتخابات الرئاسة، حيث تطلعت لأن تصبح أول إمرأة تشغل مقعد الرئاسة في أمريكا، لكن تأرجح آرائها في موضوع الرعاية الصحية، أثر عليها سلبا.
ورغم الأوصاف القاسية التي نعتت بها بايدن، إلا أنه اختارها لمرافقته في معركته إلى الوصول إلى البيت الأبيض، بعدما أثبتت جدارتها في استمالة النساء والتقدميين والناخبين الملونين.
وسعى الرئيس لمنتهية ولايته، دونالد ترامب وحملته، إلى تصوير هاريس كأداة في يد اليسار الديموقراطي، الذي سيمارس السلطة والتأثير من وراء الكواليس في رئاسة بايدن، لكنها استطاعت القضاء على مخاوف البعض في معسكر بايدن نفسه، من أن لديها طموحا شخصيا زائدا، بأن برهنت على أنها تستطيع العمل كواحد من أفراد الفريق، وقبلت أدوارا لا تُسلط عليها الأضواء، وعقدت لقاءات عبر الإنترنت، وحضرت بعض الفعاليات التي لم تحظ بأي تغطية إعلامية.
وبرزت هاريس، باعتبارها المرأة الوحيدة ذات البشرة السمراء في مجلس الشيوخ، كصوت مسموع في قضايا العدالة العرقية وإصلاح الشرطة بعد أن قتلت شرطة منيابوليس، جورج فلويد، الأميركي من أصل افريقي في آيار الماضي. وشاركت في الاحتجاجات التي اندلعت في واشنطن، وكسبت تأييدا وسط الليبراليين.
وعندما سُئل بايدن عن سبب اختياره هاريس كنائبة له، ولماذا يعتقد أنها ستكون جاهزة لتولي الرئاسة إذا ما حدث مكروه له، فحدد عدة أسباب، منها: قيمها، وذكائها، وصرامتها، ومبادئها الرفيعة، ولأنها تتمتع بخبرة كبيرة في إدارة وزارة العدل في أكبر ولاية في الاتحاد، ولا يفوقها حجما سوى وزارة العدل الأميركية.
وارتدت هاريس الأبيض على غرار المناديات بحق تصويت النساء، عندما ألقت كلمة الفوز في نوفمبر الماضي، مشيدة بوالدتها وكل اللواتي "ضحين كثيرا من أجل المساواة والحرية والعدالة للجميع".
وأشادت بـ"جرأة" جو بايدن في اختيارها، وقالت: "إن كنت أول امرأة تتولى هذا المنصب لن أكون الأخيرة."