قد نشهد إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب أو قد يصل المرشح الديمقراطي جو بايدن للرئاسة، فماذا يعني ذلك للشرق الأوسط والعالم؟
ترمب سيعيد تنفيذ ما قاله في أول ولاية له من انسحاب القوات الأميركية من الشرق الأوسط وتسليم مفاتيحه لدول محورية في المنطقة ممن تثق بها واشنطن. فالرئيس الأميركي سيعمل على سحب كامل القوات الأميركية من افغانستان والإبقاء على وجود رمزي في العراق وسوريا وغيرها من الدول لحماية المصالح الأميركية.
إعادة انتخاب ترمب تعني تمكينه من تقديم حلول من ضمنها المعابر البحرية الدولية والحلول السياسية في سوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن. وإذا ما وصل بايدن فإن الحلول ستكون أشبه بحلول أوباما من قبل إذ سينتهج نهجاً براجماتياً في العالم للسيطرة على كل المحاور فرص ترمب قوية جداً رغم استطلاعات الرأي التي تشير إلى غير ذلك.
مشهد الحسم سيكون حاسما في الصراع في الشرق الأوسط لأن لا حلول للصراع الأميركي الصيني دون احتواء الصراع الشرق أوسطي، وهذا يعني توفير سبل الراحة لإسرائيل على كافة الأصعدة من أجل الوقوف مع الإدارة الأميركية في استهداف التنين الصيني.
فدول الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل لا يهمها من سيفوز في الانتخابات الأميركية القادمة، لكن الدول العربية منقسمة على نفسها: فبعضها يدعم فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية والبعض الآخر يدعم فوز الجمهوريين.
إدارة ترمب سحبت أيادي اميركا من الداخل الإسلامي ولم تتدخل في تشكيل النخب السياسية، وعلى العكس من ذلك قامت الإدارة السابقة إبان حكم أوباما بممارسة كافة أنواع الضغوط للإفراج عن المساجين السياسيين مع دعم التيار العلماني والديني.
في عهد أوباما كان هناك توجه نحو تشكيل معارضة علمانية مع توجيه دعوات للحكومات العربية بعدم اعتقال المعارضة الليبرالية والعلمانية والدينية لأن الديمقراطيين يهمهم تشكيل نخب مدنية تتولى زمام الأمور، فالجمهوريون لا يهمهم توجه الديمقراطيين من حيث دعم المعارضة الليبرالية والعلمانية، فما يهم الحزب الجمهوري هو تسيير كل ما يخدم مصالح الولايات المتحدة من منظور البزنس والعائدات والإيرادات المتحققة أو المتوقع تحققها.
في الوقت الذي تسعى الصين من خلاله للتوسع أكثر والتربع على عرش الاقتصاد العالمي، فهل سيتصادم بايدن مع الصين إذا ما فاز في الانتخابات الأميركية؟ وفي حال فوز ترمب في الانتخابات هل سيستمر في النهج ذاته المعادي للصين أم أنه سيعدل عن قراره ويتحالف مع الصين من منطق البيزنس؟ في الوقت الراهن تعاني الصين كثيراً من ترمب حيث يوجد هجرة كبيرة للمصانع من الصين إلى دول أخرى ومنها الولايات المتحدة ما يخلق حالة من التراجع الاقتصادي لثاني اقتصاد في العالم. وقد لا يكون هذا السيناريو المتوقع في حال فوز بايدن.
ولكن ماذا يعني وصول بايدن للرئاسة بالنسبة للشرق الأوسط؟ إن وصول بايدن يعني فرض عقوبات كثيرة على دول في المنقطة وشخصيات عديدة وشركات ولو بأثر عكسي.
فلا يبدو الأمر سهلاً في حال فوز أي من المرشحين لأننا سنشهد تحولاً دراماتيكياً في حال فوز الديمقراطيين وسنشهد نهجاً داعماً لإسرائيل في كلا الحالتين لكن الخلاف سيكون حول دعم المعارضة في العالم العربي والفكر الليبرالي والعلماني.
* إعلامي وسياسي أردني
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الحياة