أعاد فيروس كورونا المتفشي في غالبية دول العالم الضوء لعدد من الكتب التي استطاعت أن تتنبأ بقوة بما يحصل اليوم في عالمنا، لكن بعض الكتب كانت تمتاز بالدقة في التحليل وتعطي الأمر أبعاداً علمية من بين تلك الكتاب كتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي الذي تنبأ بظهور فيروس خطير يفتك بآلاف الأشخاص حول العالم.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الاقتباسات والمقتطفات من كتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي، وجميعها تتقاطع مع ما يجري اليوم في عالمنا، أحد المقاطع يقول:
"يجتاح الدنيا كورون فيقوم بموت الناس بكبارهم ويبقي على حياة صغارهم، ويخشاه الأقوياء ولا يتعافى منه الضعفاء، كما أنه يفتك بساكني القصور والملوك والأمراء والحكام ولا يسلم منه ولاة الأمور ويتطاير بينهم مثل الكرات ويلتهم الحلقوم والرئات"، هذا الاقتباس من كتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي يتطابق ويتقاطع مع ما يجري اليوم من انتشار لفيروس كورونا.
وصدق الكتاب في التنبؤات المتعلقة بأخبار الفيروس، إذ أن الفيروس أول ما يصيب، يصيب الحلق وبعدها الجهاز التنفسي (الرئتين) ويستقر بهما، وبعدها يبدأ بالفتك بالرئة إلى أن يدمرها ويؤدي لوفاة الشخص المصاب.
وعلى الرغم من التقاطعات الكبيرة بين الكتاب وما يحصل اليوم من انتشار لفيروس كورونا المسمى علمياً (كوفيد_19) إلا أنَّ الكثيرين هاجموا الكتاب واعتبروه ضروب من ضروب الكهانة، لكن آخرين اعتبروا الكتاب نظرية استشرافية علمية دقيقة.
ورصدت محركات البحث العربية والعالمية بحث المتابعين العرب عن كتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي، وبحثهم عن تحميل كتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي، وكتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي PDF، واستطاع الكتاب أن يأخذ رواجاً كبيراً على الرغم من انه كان من أكثر الكتب مغموراً ومهمشاً في المكتبة العربية.
وبدأ المستخدمون بالبحث عن الكتاب في منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار ضجة كبيرة جداً خلال الساعات القليلة الماضية وسط انتشار النشطاء والمدونين عبر التغريدات سواء عبر التويتر وباقي الحسابات الاجتماعية الأخرى.
وقد أحدث كتاب عظائم الدهور ضجة كبيرة عبر محركات البحث عبر جوجل وحقق حالة من الذعر الشديد والتي سيطرت على الكثير من المتابعين حول العالم، وخاصة بعد انتشار العديد من الأحاديث عن الكتاب حول نهاية العام خلال شهر مارس 2020م، كون الكتاب يتنبأ بتفاصيل دقيقة تتطابق مع ما يجري من انتشارٍ لفيروس كورونا (كوفيد_19)، لاسيما ان الكتاب يتنبأ بموت ملايين البشر وهو ما يدخل الرعب على قلوب القراء.
يشار إلى أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي قاموا بتحليل الكلمات التي يتناولها الكتاب، وربطها بالأحداث التي تحصل في الوقت الحالي مع بداية العام 2020م، وخاصة بعد انتشار فيروس كورونا واعتباره جائحة عالمية، ولكن في الواقع يمكننا القول بأن هذه النبوءة ما هي إلا أسطورة وهمية اخترعها الباحثون والمتطلعون لإثارة الذعر والخوف ونشر الإشاعات بين الناس من خلال ربط الأحداث الواقعية بهذه الأحداث في كتاب عظائم الدهور.
من هو مؤلف كتاب عظائم الدهور:
وبعد بحث موقع دار الحياة عن حياة الكاتب أبو علي الديبيزي وسيرته الذاتية، يتضح أنه من الكتاب المهمشين الذين لم ترصد المكتبة العربية أعمالهم أو سيرهم الذاتية، إذ لا يوجد معلومات كثيرة عن هذا المؤلف وما وجد محدود جداً ولا يستند إلى مصادر قوية، فقد ذكر أنه توفي في العام 565 من الهجرة، وله مجموعة محدودة من المؤلفات التي انتشرت في هذه الفترة، ولكن أكثر من هذه المعلومات عن المؤلف لم يتمكن أحد من الوصول إليها.
خلاصة عن كتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي:
بعد الإطلاق على المحتوى العلمي الإستشرافي لكتاب عظام الدهور نستطيع القول أنه من الكتب التي يمكن قراءاتها والاستفادة منها، وأخذ العبر مما ذكر فيه، واستخلاص العبر المذكورة فيه، مع مراعاة عدم ضرورة حدوث نفس الأحداث المستقبلية مثل ما جاء في هذا الكتاب من نهاية العالم في شهر مارس.
ننصح جميع المهتمين قراءة كتاب عظائم الدهور لأبي علي الديبيزي ومشاركته قدر الإمكان لتحصيل الفائدة من هذا الكتاب ومقارنته بالواقع وأخذ العظة والعبرة من الكتاب، كونه من الكتب الثقافية العربية ذات النظرة الاستشرافية فيما يتعلق بالعالم.
