مع اقتراب عقد مؤتمر برلين الذي سيبحث الأزمة الليبية، تم الكشف خلال الساعات الماضية عن مسودة تتضمن عدة بنود حول الأزمة السائدة في البلاد، تتمثل في إصلاحات إقتصادية وأمنية، بالإضافة إلى حظر استيراد الأسلحة.
وكشفت وكالة الأنباء الألمانية عن مسودة البيان الختامي لمؤتمر ليبيا المقرر عقده في برلين غداً الأحد (19 كانون الثاني/ يناير 2020)، تتضمن ستة بنود، بينها إصلاحات في مجالي الاقتصاد والأمن، بالإضافة إلى وقف اطلاق النار وحظر توريد الأسلحة وإلزام ممثلي أكثر من عشر دول مدعوة للمشاركة في المؤتمر بالعودة إلى العملية السياسية في ليبيا والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
وقالت الوكالة الألمانية: أن الأمم المتحدة جهزت وثيقة داخلية تحدد مسارات دعم ليبيا في سبيل وقف إطلاق النار وتطبيق حظر تصدير الأسلحة إليها .
وإنطلقت اليوم السبت في العاصمة الألمانية برلين الإستعدادات النهائية لانعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا، حيث أجريت إجتماعات تحضيرية في ديوان المستشارية الألمانية بمشاركة ممثلين عن الدول المشاركة .
ويشارك في مؤتمر برلين كلً من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين وألمانيا، وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو، كما يحضر المؤتمر فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، وقائد "الجيش الوطني الليبي" المشير خليفة حفتر .
وإلى جانب الدول الـ12 المشاركة في مؤتمر برلين، ثمة منظمات دولية ستنضمّ إلى طاولة المباحثات، وهي الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا، الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
ويأتي عقد المؤتمر الدولي في برلين في غمرة الاقتتال الذي بدأ منذ تسعة أشهر ولا زال مستمراً بين حكومة الوفاق ومقرها طرابلس، والجيش الوطني الليبي بزعامة حفتر، والتي أسفرت عن مقتل 280 شخصاً وألفي مقاتل، بالإضافة إلى نزوح آلاف المدنيين، حيث لم تنه الهدنة التي أعلنت الأحد الماضي وقف إطلاق النار المتبادل بين الطرفين، إذ يتبادل كلاهما الإتهامات بشأن إنتهاكات إتفاقة الهدنة .
وفي السياق ذاته صرح مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم "ياسين أقطاي" : "لولا تدخل تركيا في ليبيا لما كان لمؤتمر برلين وجود "، مضيفا: تدخلنا أجبر قوات حفتر على التراجع عن الدخول إلى طرابلس والسيطرة عليها بالقوة، معربا عن تفاؤله بنجاح مؤتمر برلين.
وقالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية في بيان اليوم: أن أنقرة تدعم ومنذ البداية الجهود الرامية لوقف الهجمات على الحكومة الليبية، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، والتوصل إلى حل سياسي دائم بين الليبيين تحت رعاية الأمم المتحدة.
من جهته أكد رئيس الوزراء الإيطالي "جوزيبي كونتي" على ضرورة إرساء وقف اطلاق النار في ليبيا، وذلك أثناء محادثات أجراها أول من أمس الخميس في الجزائر حيث التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في إطار الجهود "لوضع حد للنزاع في ليبيا وتقديم حل دائم لها" بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.
اقرأ ايضا: "روشتة أمريكا لإنهاء الحرب".. هذه بنود مسودة الاتفاق بين إسرائيل ولبنان
الجدير بالذكر إلى أن ليبيا تشهد منذ سنوات نزاعاً عنيفاً بين الحكومة الليبية بقيادة فايز السراج التي تسيطر على أجزاء صغيرة في شمال غرب البلاد، وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر التي تسيطر على أجزاء واسعة في الشرق .