كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تفاصيل خطة مثيرة للجدل، وجه بها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لإنشاء "مدينة إنسانية جديدة" في جنوب قطاع غزة، تحديدًا على أنقاض مدينة رفح.
وتهدف هذه الخطة، التي تتجاوز مجرد إيواء النازحين، إلى إعادة تشكيل ديموغرافية القطاع بشكل جذري، مما يثير مخاوف عميقة بشأن مصير المدنيين الفلسطينيين ومستقبل الأراضي.
ووفقًا للخطة الأولية، ستستوعب "المدينة الإنسانية" الجديدة في بدايتها حوالي 600 ألف فلسطيني، معظمهم من النازحين الذين لجأوا إلى منطقة المواصي الساحلية.
لكن الطموح الإسرائيلي يتعدى هذا العدد بكثير. فقد صرح كاتس امس الاثنين بأن الهدف النهائي هو "تجميع جميع سكان غزة المدنيين، أكثر من مليوني شخص، في هذه المنطقة"، مؤكداً أنهم "لن يُسمح لهم بمغادرة المنطقة" بينما يتولى الجيش الإسرائيلي تأمينها "عن بعد"، وتتولى الهيئات الدولية مسؤولية إدارتها.
وتتضمن الخطة أيضاً إنشاء أربعة مواقع إضافية لتوزيع المساعدات داخل هذه "المدينة". وبدأ المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أمير برعام، بالفعل في تحديد معالم المنطقة المقترحة. هذا الترتيب الذي يشير إلى دور إداري للهيئات الدولية دون تدخل مباشر للجيش الإسرائيلي، يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية هذه الهيئات وقدرتها على العمل بفعالية في ظل هذه القيود.
وشدد كاتس على ضرورة "تشجيع الفلسطينيين على الهجرة الطوعية" من قطاع غزة، مؤكداً أن هذه الخطة "يجب أن تتحقق". هذا التركيز على "الهجرة الطوعية" يثير قلقاً كبيراً في الأوساط الدولية، التي تخشى من أن يكون ذلك غطاءً لعمليات تهجير قسري للسكان، وهو ما يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
كما أشار تقرير "تايمز أوف إسرائيل" إلى مخاوف متزايدة من احتمال قيام إسرائيل بإنشاء مستوطنات في المناطق التي يتم إخلاؤها قسراً.
ورغم نفي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لذلك، إلا أن الصحيفة لفتت إلى الضغوط التي يواجهها من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يعتزمون تحقيق هذا الهدف. هذا التضارب يزيد من الشكوك حول النوايا الحقيقية وراء مخطط "المدينة الإنسانية".
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com