عيد الأضحى في غزة.. صرخات "البطون الخاوية" تعلو تكبيرات العيد

01:58 م ,05 يونيو 2025

في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون حول العالم لاستقبال عيد الأضحى ببهجة وزينة وأضاح، اختفت مظاهر العيد التقليدية من غزة، فلم تعد هناك أغنام تعرض للبيع، ولا أطفال يفرحون بثياب جديدة، ولا حتى أصوات التكبيرات التي اعتادت أن تملأ الأجواء.

إذ لا بيوت تستقبل الضيوف، ولا منابر تؤم بالمصلين، ولا أسواق تعلو فيها صيحات الأضاحي، وحده فقط الدخان الذي يغلف الهواء ككفن أبيض، والقلوب التي ترتجف لا من برد بل من جمر يتّقد في صيف حرب لا يرحم.

اقرأ ايضا: "ضغط إسرائيلي وضوابط مصرية".. هل تشق "قافلة الصمود" طريق فك حصار غزة؟

الغزيون يستقبلون عيدهم في خيام مهترئة، يبحث فيه المحاصَرون عن ذكريات تحت الركام، وعن رائحة ماض بين أزقة ضاقت بأهلها، وعن تكبيرات تحولت إلى بكاء على الأحبة، وعن أسواق خاوية كقلوب الأمهات اللواتي ينتظرن أبناء لن يعودوا.

فالأسواق، إن لم تكن مدمرة، فهي مغلقة أو شبه فارغة من البضائع والمشترين على حد سواء، وسط أزمة إنسانية خانقة، وانهيار شبه كامل في المنظومة الغذائية، وشح في النقود المتداولة وغياب القدرة الشرائية.

وفي ظل هذا الواقع القاسي الذي يعيشه سكان قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية، أطلقت منظمات إنسانية ودولية تحذيرات غير مسبوقة من كارثة غذائية تلوح في الأفق.

وأعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" إغلاق مواقع التوزيع يوم الأربعاء لإجراء استعدادات لوجستية لـ"التعامل بشكل أفضل مع العدد الهائل من الأشخاص الوافدين"، ولتهيئة الجيش الإسرائيلي "طرق الوصول إلى المراكز".

والجمعة الماضية، رأى ينس لاركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن "غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم"، حيث "100 في المئة من السكان معرضون لخطر المجاعة".

وتحدث لاركه في مؤتمر صحفي عن الصعوبات التي تواجهها الأمم المتحدة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة والتي لا تسمح إسرائيل بإدخالها إلا بكميات قليلة بعد حصار مطبق بدأته مطلع مارس/آذار، قبل استئناف هجومها العسكري في القطاع الفلسطيني.

واعتبر أن العدد المحدود الذي سمحت إسرائيل بإدخاله من الشاحنات "هو مجرد قطرة في محيط" قائلا إن مهمة توزيع المساعدات واجهت "قيودا تشغيلية جعلتها إحدى أكثر عمليات المساعدة المعوّقة ليس فقط في عالم اليوم، بل في التاريخ الحديث".

اقرأ ايضا: "أسطول الحرية".. هل تنجو سفينة "فك حصار" غزة من بطش إسرائيل؟

وأشار إلى أنه بمجرد دخول الشحنات إلى غزة، يقتحم السكان المستودعات التي تخزن فيها في ما اعتبر أنه "غريزة بقاء. عمل يقوم به أشخاص يائسون يريدون إطعام أسرهم وأطفالهم".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com