في صورة قاتمة تعكس تدهورًا غير مسبوق في الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، تزايدت التحذيرات الأممية والدولية من استهداف ممنهج للمدنيين والإغاثيين في بؤر الصراع حول العالم، مع بروز مأساوي لنموذجين في قطاع غزة ودولة لسودان، حيث أصبح الحصول على الغذاء أو تقديم المساعدة ثمنه دماء.
في الإطار.. أصدر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، بياناً صادمًا يوم الأربعاء، أكد فيه أن عمليات القتل في نقاط توزيع المساعدات بقطاع غزة "ليست عرضية"، وشدد على أنه "لا ينبغي أن يدفع الفلسطينيون حياتهم ثمنًا للغذاء".
اقرأ ايضا: "يعادي الأمم المتحدة".. "مؤسسة غزة الإنسانية" تعين رجل دين مسيحي رئيسًا لها
وعبر فليتشر عن صدمة المجتمع الدولي من "المشاهد المروعة التي يتابعها العالم يوميًا"، والتي تظهر فلسطينيين يُصابون أو يُقتلون لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام.
وكشف فليتشر عن تعامل فرق الطوارئ الطبية مع مئات الحالات الناتجة عن إصابات بالغة، مشيرًا إلى أن يومًا واحدًا شهد إعلان وفاة العشرات في المستشفيات، بعد أن أفادت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار.
وأكد أن هذه الأحداث ليست حوادث فردية، بل "نتيجة لسلسلة من القرارات المتعمدة التي تسببت في حرمان نحو مليوني إنسان من مقومات الحياة الأساسية".
وجدد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة إجراء تحقيقات فورية ومستقلة في هذه الأحداث، ومحاسبة المسؤولين عنها، مشددًا على أنه "لا ينبغي لأحد أن يُجبر على المخاطرة بحياته من أجل إطعام أطفاله".
وأكد أن لدى الأمم المتحدة الإمكانات والخطط والإمدادات والخبرة اللازمة للقيام بذلك، مطالبًا بفتح جميع المعابر دون استثناء، والسماح بدخول المساعدات المنقذة للحياة على نطاق واسع ومن جميع الجهات، مع رفع جميع القيود المفروضة على نوع وكميات المساعدات الإنسانية.
كما طالب بضمان عدم عرقلة قوافل المساعدات أو تعطيلها بالتأخيرات أو المنع، مؤكدًا ضرورة الإفراج عن الرهائن وتنفيذ وقف إطلاق النار فورا.
وفي سياق موازٍ ومثير للقلق بذات القدر.. أدانت "مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" بأشد العبارات الهجوم الأخير الذي استهدف قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في السودان. ما أسفر عن مقتل موظف إنساني وتدمير مساعدات منقذة للأرواح، في تكرار مأساوي لنمط استهداف "شريان الحياة" للمدنيين في مناطق النزاع.
ووصفت المجموعة هذه الهجمات بأنها "انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي"، مؤكدة أن الهجمات التي تستهدف المدنيين والأغراض المدنية، بما في ذلك الموظفون الإنسانيون وأصول المساعدات الإنسانية، هي جرائم حرب لا يمكن التهاون معها.
اقرأ ايضا: "غزة الأكثر جوعاً على وجه الأرض".. الأمم المتحدة تحذر من خطر المجاعة
وشددت المجموعة على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي بشكل كامل، بما في ذلك من خلال الالتزام بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ودعت الأطراف إلى السماح بالوصول الإنساني إلى المحتاجين وتسهيله.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com