من عمدة إلى رئيس: نيكوسور دان يخطف الرئاسة في بوخارست

في تطور لافت للأحداث السياسية في رومانيا، أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية، الاثنين، عن فوز نيكوسور دان، عمدة بوخارست الحالي، بمنصب رئيس الجمهورية بعد حصوله على 53.60% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. 

وقد أقر منافسه، جورج سيميون، زعيم حزب "تحالف توحيد الرومانيين" القومي، بالهزيمة بعد حصوله على 46.40% من الأصوات، مهنئًا دان على هذا الانتصار الذي يمثل تحولًا هامًا في المشهد السياسي الروماني.

اقرأ ايضا: "دولة إبادة جماعية".. تصريحات رئيس وزراء إسبانيا تغضب إسرائيل

يأتي هذا الفوز بعد جولة أولى شهدت تقدم سيميون بحصوله على 41% من الأصوات مقابل 21% لدان، مما يجعل فوز الأخير في الجولة الثانية بمثابة قلب للطاولة وتأكيد على قدرته على حشد تأييد أوسع في مواجهة التيار القومي.

ويُعرف نيكوسور دان بدعوته الصريحة لتعزيز التعاون بين رومانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى إقامة شراكة استراتيجية متينة مع الولايات المتحدة. 

وفي إشارة إلى التحديات الأمنية المتزايدة، أكد دان على ضرورة رفع الإنفاق الدفاعي للبلاد من 2.5% إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعكس إدراكه لأهمية الدور الروماني في الأمن الإقليمي والأوروبي.

ويكشف البرنامج الرئاسي لدان عن رؤية استشرافية للتحديات الأمنية المعاصرة، حيث أعلن عن نيته إنشاء "قوات عملياتية لمكافحة التهديدات الهجينة"، التي تشمل الهجمات الإلكترونية والتضليل الإعلامي. 

كما يولي أهمية قصوى لتحديث البنية التحتية الاستخباراتية من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإقامة شراكات فعالة مع خبراء القطاع الخاص في مجال الأمن السيبراني، والانخراط بشكل أعمق في النظام الاستخباراتي الأوروبي. 

هذه الخطوات تعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الأمن السيبراني والمعلوماتي في حماية الدولة ومؤسساتها.

على الصعيد السياسي الداخلي، أعرب دان عن تطلعه لتشكيل ائتلاف حكومي يضم أربعة أحزاب مؤيدة للتوجه الأوروبي، معتبرًا أن هذا التحالف سيكون الضمانة لاستقرار البلاد وتنفيذ الإصلاحات الضرورية. وقد صرح للصحفيين بثقة بعد إعلان فوزه: "أتوقع أن نحصل على حكومة تحظى بدعم الأحزاب الأربعة"، مشيرًا إلى أن هذا الائتلاف سيتبلور في البرلمان.

يُذكر أن هذه الانتخابات الرئاسية جاءت في أعقاب إلغاء نتائج الجولة الأولى التي جرت في نوفمبر الماضي، والتي تصدرها المرشح المستقل كالين جورجيسكو. وقد ألغت المحكمة الدستورية نتائج التصويت في ديسمبر الماضي بسبب ما وُصف بـ "انتهاكات خطيرة" استندت إلى وثائق سرية من مجلس الأمن الأعلى. 

اقرأ ايضا: "ذهاب بلا عودة".. خطة أمريكية لتهجير مليون فلسطيني إلى ليبيا

وفي تطور لاحق، وُجهت لجورجيسكو ست تهم جنائية تتعلق بنشر معلومات كاذبة في إطار تحقيق حول تمويل حملته الانتخابية بشكل غير قانوني، مما أدى في النهاية إلى رفض ترشحه من قبل اللجنة الانتخابية المركزية.