طوارئ وتعبئة شاملة بالسودان قبل معـ ركة الحسم؟

في خضم تصاعد وتيرة المعارك واشتداد حدة الصراع في السودان، أعلنت الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان عن حالة الطوارئ العامة والتعبئة والاستنفار الشامل في جميع أنحاء الولاية. 

تأتي هذه الخطوة الاستباقية في ظل استعدادات مكثفة يعتقد أنها تهدف إلى دعم تقدم محتمل للجيش السوداني في المنطقة.

وقد وجه رئيس الإدارة المدنية بغرب كردفان، يوسف عليان، نداءً عاجلاً اليوم الأحد إلى القيادات الأهلية والقطاعات الحيوية في الولاية، مطالبًا إياهم بتقديم الدعم والإسناد اللازمين لقوات الدعم السريع المتمركزة في المحاور الأمامية. 

ويعكس هذا التوجيه، الذي نقلته مصادر العربية/الحدث، حالة التأهب القصوى التي تشهدها الولاية تحسبًا للمواجهات القادمة.

وفي سياق متصل، أصدرت الأجهزة الأمنية أوامر تقضي بمصادرة جميع سيارات الدفع الرباعي ذات القدرات القتالية التي تتواجد خارج مناطق العمليات العسكرية المباشرة، وذلك بهدف تعزيز القدرات اللوجستية والدعم القتالي للقوات المشاركة في الاشتباكات.

وتأتي هذه التطورات الدراماتيكية في أعقاب إعلان الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه عن استعادة السيطرة على مدينة الخوي الاستراتيجية في غرب كردفان. 

وتشير التوقعات إلى أن الهدف التالي للجيش سيكون مدينة النهود، التي سقطت في قبضة قوات الدعم السريع خلال الأيام القليلة الماضية، مما يجعل الولاية مسرحًا محتملًا لمعركة فاصلة في مسار الحرب الأهلية.

تجدر الإشارة إلى أن قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، كانت قد تمكنت من دخول مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، في يونيو من العام الماضي (2024)، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في خريطة السيطرة والنفوذ في الإقليم. 

وعلى صعيد جغرافي أوسع، تسيطر قوات الدعم السريع أيضًا على ولاية شمال كردفان، مع تمركزات أساسية في مناطق محددة مثل منطقة أم روابة. 

في المقابل، لا تزال ولاية جنوب كردفان وعاصمتها كادوقلي تحت السيطرة الكاملة للجيش السوداني.

ويستمر الصراع الدامي في السودان منذ اندلاعه في 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفًا وراءه أزمة إنسانية كارثية. فقد أدى القتال المستمر إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص قسريًا، سواء داخل البلاد أو كلجوء إلى الدول المجاورة. 

اقرأ ايضا: ترامب يعلن "استسلام" الحوثيين.. ويكشف عن إعلان هام قبل زيارته للشرق الأوسط

وفي ظل هذه الظروف المأساوية، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أجزاء واسعة من البلاد تواجه خطر المجاعة، مما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني ويستدعي تحركات عاجلة على كافة الأصعدة.