"قلق متصاعد في الأوساط العسكرية الإسرائيلية إزاء تعزيز مصر لقدراتها الدفاعية بأنظمة صينية متطورة، وعلى رأسها احتمال امتلاكها أسلحة ليزرية حديثة."
هذا ما كشفت عنه تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، وعلى رأسها موقع "ناتسيف نت" الإخباري، الذي تساءل بجدية عما إذا كانت القواعد العسكرية المصرية تشهد بالفعل نشر واستخدام تشغيلي لأنظمة دفاع جوي صينية متطورة، بما في ذلك منظومات الليزر الدفاعية التي تمثل نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا العسكرية.
اقرأ ايضا: تصريحات جريئة لساويرس تهز الأوساط المصرية.. تحدث عن دور الجيش
الشرارة التي أطلقت هذه المخاوف كانت ظهور طائرة النقل الاستراتيجية الصينية من طراز Il-76MF، والتي تحمل رمز التتبع الجوي "SUBTX". فبعد إقلاعها من الأراضي المصرية متجهة إلى الصين، أثارت الطائرة موجة من التحليلات والتكهنات، خاصة بعد عبورها لفترة وجيزة فوق الأجواء الباكستانية قبل أن تعود أدراجها إلى مصر بشكل مفاجئ وغير معلن. هذه الرحلة السرية بين القاهرة وبكين سلطت الضوء بشكل حاد على عمق واتساع العلاقات العسكرية المتنامية بين البلدين.
ورغم غياب أي تأكيد رسمي لطبيعة الحمولة التي نقلتها الطائرة، رجح موقع "ناتسيف نت" بناءً على تقارير أولية، أن الرحلة لم تقتصر على نقل دفعة أخرى من نظام الدفاع الجوي المتطور HQ-9BE، بل قد تكون حملت أيضًا أنظمة أكثر تقدمًا، مثل مدافع الليزر الصينية LW30 وLW60، أو حتى الجيل الأحدث من هذه التقنية، نظام Laser Arrow 21، المصمم خصيصًا لمواجهة الطائرات بدون طيار والتهديدات الجوية المنخفضة السرعة والارتفاع بكفاءة عالية.
هذه التكهنات تأتي في سياق اهتمام مصري متزايد بتأمين الجبهات الاستراتيجية وتنويع الخيارات الدفاعية لتكون أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع التهديدات المتزايدة. وبينما استبعد التقرير الإسرائيلي أن تكون الطائرة قد حملت نظام HQ-9BE بأكمله في هذه الرحلة تحديدًا، إلا أنه أشار إلى أن دخول هذا النظام الخدمة في الجيش المصري خلال فترة وجيزة يعكس التوسع المنهجي لشبكة الدفاع الجوي المصرية وقدراتها.
ويُعد نظام HQ-9BE، الذي يصفه التقرير بأنه النسخة الصينية المتقدمة للنظامين الروسي S-300 وS-400، منظومة دفاع جوي بعيدة المدى قادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية والمجنحة. يعتمد النظام على بنية متكاملة تشمل الرادارات ووحدات الإطلاق وأنظمة القيادة والسيطرة المتقدمة.
لكن اللافت في تحليل الموقع الإسرائيلي هو التركيز المتزايد على احتمالية امتلاك مصر لأنظمة طاقة هجومية، مثل مدافع الليزر LW30 وLW60، والتي تمثل قفزة نوعية في مواجهة تهديد الطائرات بدون طيار والتهديدات الجوية غير التقليدية التي باتت تشكل تحديًا متزايدًا في مناطق الصراع المختلفة حول العالم. توفر هذه الأنظمة الدفاعية، وفقًا للموقع العبري، مزايا استراتيجية كبيرة من حيث سرعة الانتشار وتكاليف التشغيل المنخفضة.
ويتميز الجيل الأحدث، Laser Arrow 21، بمدى اشتباك أطول وقوة تدميرية أكبر.
ويرى "ناتسيف نت" أنه إذا تأكد حمل طائرة SUBTX لأحد هذه الأنظمة الليزرية، فسيمثل ذلك أول مؤشر رسمي على دمج أنظمة الطاقة الهجومية في العقيدة الدفاعية الجوية المصرية. وهذا التحول سيكون له أبعاد سياسية وفنية بعيدة المدى، خاصة في ظل ما يراه الموقع العبري تراجعًا في اعتماد مصر على الشراكات التقليدية مع الولايات المتحدة والغرب، واتجاهها المتزايد نحو تحقيق قدر أكبر من الاستقلال في قراراتها العسكرية.
من جهة أخرى، يكتسب الممر الجوي الذي سلكته الطائرة الصينية عبر باكستان رمزية متزايدة في ظل التحالفات غير الغربية المتنامية. وينظر إلى هذه الخطوة كإشارة محتملة لتطور تعاون ثلاثي الأبعاد بين القاهرة وإسلام آباد وبكين في المجالات الأمنية واللوجستية، على الرغم من عدم وجود تاريخ لتعاون عسكري مباشر بين مصر وباكستان في الماضي القريب.
يُضاف إلى هذه التطورات مشاركة مصر الأخيرة في مناورات جوية كبرى مع الصين تحت عنوان "نسور الحضارة 2025". هذه المناورات، التي استمرت 18 يومًا، شهدت استخدام طائرات صينية متطورة متعددة المهام من طراز J-10C، وطائرات تزويد بالوقود من طراز Y-20U، وطائرات إنذار مبكر من طراز KJ-500، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر من طراز Z-20. تضمنت المناورات محاكاة لسيناريوهات قتالية في المجال الجوي المصري، بما في ذلك مهام اعتراض جوي وضربات تكتيكية، وبلغت ذروتها بتحليق رمزي لطائرات J-10 وY-20 فوق أهرامات الجيزة.
ويؤكد الموقع الإسرائيلي، أن هذه ليست مجرد مناورات روتينية، بل هي مؤشرات قوية على تحول نوعي في العلاقات الأمنية بين القاهرة وبكين نحو شراكة استراتيجية أوسع قد تشمل حتى الإنتاج المشترك ونقل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
اقرأ ايضا: مصر: خالد البلشي نقيبًا للصحفيين لدورة جديدة
وختم "ناتسيف نت" تقريره بالإشارة إلى أن رحلة طائرة SUBTX، وإن بدت كخطوة منفردة، إلا أنها جزء من سلسلة من التغييرات الجذرية التي تشهدها عقيدة الدفاع المصرية. هذه العقيدة تتجه بوضوح نحو تنويع مصادر التسليح وفتح الباب أمام تبني التقنيات المستقبلية، مثل أنظمة الليزر والأسلحة عالية الطاقة.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com