شهدت مدينة بورتسودان، التي تُعد آخر المعاقل الآمنة في شرق السودان، تحولاً خطيراً في مسار الصراع المستمر منذ عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أن استهدفت الأخيرة المدينة الساحلية للمرة الأولى بطائرات مسيّرة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، اليوم الأحد، إن قوات الدعم السريع شنّت هجوماً بطائرات مسيّرة انتحارية على قاعدة عثمان دقنة الجوية، إضافة إلى مستودعات للبضائع ومنشآت مدنية في محيط مطار بورتسودان. وأكد أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
اقرأ ايضا: بورتسودان تحت النـ ار: تصـ عيد جديد يهـ دد المقر المؤقت للحكومة السودانية
ويُمثل هذا الهجوم تصعيداً لافتاً، إذ لم تكن المناطق الشرقية، بما فيها بورتسودان، قد تعرضت لأي قصف أو مواجهات مباشرة منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وتعد المدينة مقرّاً رئيسياً لقيادة الجيش والميناء الرئيسي والمطار المدني الوحيد العامل حالياً، فضلاً عن احتضانها لآلاف النازحين الفارين من جحيم الحرب في الخرطوم ودارفور.
ورداً على الهجوم، شدّد الجيش إجراءاته الأمنية في المدينة، وعزز انتشاره العسكري حول المنشآت الحيوية، مغلقاً الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي ومقار القيادة العسكرية.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية السودانية مقتل أكثر من 300 مدني في مجزرة دامية جديدة ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة النهود بولاية غرب كردفان، جنوب غربي البلاد.
وقالت الوزارة- في بيان شديد اللهجة صدر مساء أمس السبت- إن ما وصفته بـ"ميليشيا الجنجويد الإرهابية" تواصل تنفيذ "جرائم ضد الإنسانية ومذابح على أسس عرقية"، مؤكدة أن الهجوم الأخير جرى خلاله قتل المدنيين بوحشية وتوثيق الجرائم بصورة صادمة، بما في ذلك دهس الجثث وتسويتها بالأرض.
واعتبر البيان أن هذه الأفعال "تجسيد لانعدام الحد الأدنى من القيم الإنسانية والأخلاقية لدى عناصر الميليشيا"، مضيفاً أن ما جرى "يتجاوز في بشاعته ممارسات أسوأ الجماعات الإرهابية في العالم".
اقرأ ايضا: "بصواريخ بعيدة المدى".. الدعم السريع يقصف القصر الجمهوري بالخرطوم
وجددت وزارة الخارجية مطالبتها لمجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف حازم، ووقف ما وصفته بـ"التغاضي المتعمد" تجاه الدعم الخارجي الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من جهات إقليمية ودولية.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com