"غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت في استخدام تكتيكات مشابهة لتلك التي نفذتها في قطاع غزة خلال هجماتها على الضفة الغربية، بما في ذلك القصف الجوي المدمر واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية.

وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية نادرة في الضفة الغربية قبل تصاعد الهجمات على غزة، إلا أن جيش الاحتلال نفذ نحو 50 غارة جوية في مناطق مختلفة بالضفة منذ أغسطس الماضي، بما في ذلك في منطقة جنين. 

اقرأ ايضا: دعوى فلسطينية تطالب بريطانيا بمنع تصدير قطع غيار طائرات إلى إسرائيل

وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد أكثر من 180 شخصًا، بينهم العديد من الأطفال، وفقًا لتوثيقات الأمم المتحدة و”مؤسسة الحق” الفلسطينية. 

كما تسببت الغارات في تدمير البنية التحتية، مثل الطرق وشبكات الكهرباء والمياه، وأدت إلى تعطيل جهود الإغاثة الإنسانية.

وفي مقابلة مع “نيويورك تايمز”، وصف نداف وايمان، مدير منظمة “كسر الصمت” التي تضم جنودًا إسرائيليين سابقين، العمليات العسكرية في شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين، بأنها “غزو” استعمار عسكري يشبه التكتيكات الحربية.

وتزايدت الشهادات من السكان والعاملين في المجال الإنساني، الذين أكدوا أن الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية لم تعد مجرد عمليات عسكرية محدودة، بل تحولت إلى حرب شاملة. ومن بين هذه الشهادات، ما رواه الفلسطيني ناصر الدمج، الذي وصف كيف أُجبر على السير نحو هدف عسكري في جنين بعد قصف أحد المساجد، حيث اضطر للنزول إلى فتحة تؤدي إلى مغارة قديمة، في محاولة من الجنود لاستخدامه كدرع بشري، ورغم اعتراضه، هددوه بالأسلحة وأُجبر على إتمام المهمة، بل سلموه أيضاً طائرة مسيرة محذرًا إياه من كسرها.

وتثير هذه الممارسات قلقًا كبيرًا لدى المنظمات الحقوقية، التي حذرت من أن إسرائيل تنقل التكتيكات القتالية المستخدمة في غزة إلى الضفة الغربية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين.

ورغم محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى المناطق المدمرة لتقييم الوضع، الا أن  السلطات الإسرائيلية  منعت المراقبين الدوليين من دخول الأراضي المحتلة، مما يسلط الضوء على القيود المفروضة على المراقبة الدولية.

اقرأ ايضا: إسرائيل "تتعهد" لإدارة بايدن: لا تهجير ولا تجويع للفلسطينيين في شمال غزة

ويعكس التصعيد العسكري في الضفة الغربية، الذي لا يقتصر على المواجهات العسكرية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى فرض معاناة إنسانية على المدنيين، مما يثير القلق بشأن انتهاك حقوق الإنسان وتحدي القوانين الدولية.